د. عبدالله التنومي

الشاعر الكبير عبدالله باشراحيل

في ليلة مقمرة من ليالي شهررجب عام 1399هجري كنت أقضي وقت فراغي كشاب غيرمتزوج في جمعية الثقافة والفنون في جدة، وفي تلك الليلة أخبرنا الدكتورعبدالحليم رضوي مدير الجمعية -رحمه الله- أن جميع اعضاء الجمعية معزومين ذلك المساء لدى الشاعرالمكي الكبير مصطفى زقزوق في شاليهه في أبحر، وذهبنا برفقة مدير الجمعية واستقبلنا أبو حازم ومعه شاب وقور هادئ الطباع اسمه عبدالله باشراحيل.
وفي تلك الليلة كان الحديث عن الشعر والشعراء واﻷدب واﻷدباء، وكنت أصغرهم سنا وأقلهم تجربة وكان عنواني هو الصمت،
وبعد أن تناول الجميع طعام العشاء قدم لنا الشاعر عبدالله باشراحيل ديوانه الشعري اﻷول، ومنح كل ضيف نسخة موقعة بإهدائه وتوقيعه.
تذكرت ذلك كله عندما أخبرني اﻷخ الصديق عبدالله أحمد الزهراني رئيس تحرير صحيفة “مكة” اﻹلكترونية بدعوة الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل؛ لتكريم الصحيفة وكتابها مساء اليوم الثلاثاء في صالون باشراحيل في مكة المكرمة.

فمنذ تلك الليلة المقمرة عام 99 إلى الليلة المقمرة لم أشاهد الشاعرين الكبيرين المكيين، ولكن تواصلت مع شاعرنا مصطفى زقزوق في إحدى ليالي أحدية أستاذنا جميل محمود الذي قدم لي التهنئة على كتابتي قصيدة وفاء للأستاذ جميل محمود التي نالت إعجابه وإعجاب رواد صالون اﻷستاذ جميل محمود، وهذا التواصل كان قبل 10 سنوات تقريبا، والكلمات التي أعجبته هي :
نحبك ياجميل محمود
نحبك حب ماله حدود
وهذا شيء من ربي
ولاقاصد ولامقصود
نحب اللي معك سمار
خفاجي ورفقة المشوار
حجازي وسمكري مثلك
لهم في القلب مجلس دار
وهذه القصيدة لحنها وتغنى بها الصديق الفنان صالح خيري، والذي شاركني مودة وحب أباسهيل، ذلك الرجل الشهم الكريم الوفي وصاحب الثقافة العالية جدا؛ إضافة إلى خبرات السنين الطوال.
أتمنى أن يمدني الله بالعمر لحضور هذا التكريم مساء اليوم؛ ليشاهدني الدكتور عبدالله ذلك الرجل الذي يقترب من خريف العمر بعد اللقاء اﻷول قبل 38 عاما، والذي كان ربيعي وربيعه.

عبدالله التنومي

الباحث في أدب التاريخ اﻹسلامي واﻹنساني- جدة
الثلاثاء 13/ديسمبر/ 2016

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button