من خلال تتبع لعددٍ من المقاطع في اليوتيوب في ثلاثة مجالات ثبت أن شباب هذه البلاد لايهاب الموت.
أول هذه المجالات ما شاهدته من مقاطع التفحيط التي يمارسها الشباب في تهور ولا مبالاة بالحياة، حركات مميتة لا يمارسها سوى الشباب السعودي ولايستطيع غيرهم مجاراتهم في ذلك وإن أراد، شجاعة هي للتهور أقرب، وللغباء أكثر قربًا، فالسيارات أدوات لاترحم وكم لها من ضحايا، ورغم مايشاهدونه ويباشرونه من حوادث في مواقع التفحيط إلا أنهم عن التفحيط لم يتوبوا.
والمجال الثاني تابعت ما يسمى بالتطعيس وهو اقتحام الكثبان الرملية بسيارات الدفع الرباعي بكل قوة وجراءة، لايخافون الاصطدام أو الانقلاب، حركات فيها من الاستهانة بالموت مالا يقبله إلا عقول المجانين الذين لايهابون الموت.
وثالث مجالات المتابعة هو اقتحام الأودية وقت جريان السيول، للإنقاذ أحيانًا، ولتحدي السيل أحيانًا أخرى، قلوب كالحجارة أو أشد قسوة لاتهاب ضراوة السيول ولاخطر الغرق.
لن تجد مثل شبابنا في الاستهانة بالحياة والإقبال على الموت بحق، فإنهم شباب لا يهابون الموت، وهذه شجاعة مذمومة.
وقد أثبتت معارك الحد الجنوبي الشجاعة المحمودة لجنودنا، وأن شبابنا فعلًا لايهابون الموت ويسطّرون ملاحم الشجاعة والإقدام في كل وقت وينزلون الهزائم بالعدو كل يوم؛ لأنهم تربوا على سيادة لاتقبل أقل من أن يجود الإنسان بروحه فداءً للوطن.
حمود أحمد الفقيه