عبدالله احمد الزهراني

من يعيد للغة الضاد هيبتها ؟

تئنُّ اللغة العربية من شدة الغربة التي تعانيها داخل مجتمعاتنا العربية و تحتاج لتضافر كافة الجهود المخلصة كي تستعيد وجودها وتألقها ولتحيا الفصحى على ألسنتنا بعد أن طغت عليها اللهجات واللغات من كل حدب وصوب وقد سبق أن وجَّه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بضرورة تغيير اللوحات في شوارع العاصمة المقدسة بل وجميع مدن المنطقة إلى العربية حيث قال : ” من الآن أطالب المحافظين ورؤساء المراكز وأمناء المدن ورؤساء البلديات ووزارة التجارة بأن يبدأوا في تغيير اللوحات في شوارع جميع مدن هذه المنطقة بكاملها ومحافظاتها وقراها وأن تكون الأسماء كلها عربية، وإن كان ولا بد أن يكتب الاسم بحروف غير عربية فليكن بحروف صغيرة، أصغر من العربية، ويكون تحتها وليست موازية لها، وسوف أعطي مهلة ستة أشهر، وسأحاسب جميع المسئولين، ابتداء من الإمارة إلى الأمانات والبلديات ورؤساء المراكز ” كان ذلك يوم الثلاثاء 12 صفـر 1432 هـ 1الموافق 18 يناير 2011م أثناء افتتاح سموه للملتقى الثالث الذي أقامه «أدبي مكة» بعنوان «المثاقفة الإبداعية.. ائتلاف لا اختلاف» بقاعة الذكرى الخالدة ـ ماربيا سابقاً ـ بمكة المكرمة وقد رأى الكثيرون في حينها أن قرار سموه سوف ينفذ نصرة للهوية و الشخصية العربية بحماية اللغة من جور اللغات الأخرى عليها حيث قال سموه : لقد لاحظت عند دخولي للمرة الثانية هذه القاعة التي تحمل اسم (ماربيا) أنها تحمل اسما غير عربي وهذا سر اندهاشي واستطرد سموه قائلا : نحن في أقدس بقعة، وفي مهبط الوحي، وفي المكان الذي نزلت فيه أول كلمة في القرآن وهي (اقرأ) بحروف عربية، وشهد ولادة آخر الرسل وهو عربي، فكيف نقبل لمنازلنا ومبانينا وأماكننا ومؤسساتنا وشوارعنا أن تتوشح بأسماء وحروف أعجمية، لهذا فإنني لا أطالب بتغيير الاسم في هذه القاعة فقط، بل أطالب بالتغيير في مدن ومحافظات المنطقة جميعها ”
وهذا ليس هو القرار الوحيد بل اتخذ سمو الأمير خالد الفيصل قرارا آخر حينما كان وزيرا للتعليم أثلج الصدور وذلك حينما وجّه سموه باعتماد وزارة التعليم اللغة العربية الفصحى لغة الخطاب والتخاطب المدرسي لجميع العاملين في المدارس من هيئة إدارية وهيئة تعليمية في كافة التخصصات عدا اللغة الانجليزية وذلك لتفعيل اللغة العربية الفصحى ولغة التعليم والتعلم في بيئات التعلم ، ولاستثمار هذه الخطوة في تعويد الطلاب على التفاعل اللفظي والتعبير عما تجيش به صدورهم وما يمر في أذهانهم بهذه اللغة العربية.
ولقد تلقفت كافة الأوساط الخبر بالبشرى خاصة عشاق لغة الضاد فلا يمكن لأي أمة تنهض أمة لا تحترم لغتها وصدق شاعر النيل حافظ إبراهيم إذ يقول :

إن الذي خلق اللغات محاسنا

جعل الجمال وسره في الضاد

وإنني لأتساءل لماذا حتى اليوم لم يطبق قرار أمير منطقة مكة المكرمة ؟

كما أتمنى أن يرتبط اصدار التراخيص الجديدة بالامتثال لهذا القرار ؟ وأرجو أن يعطي معالي وزير التعليم أولوية لتوجيه سمو الأمير ويحظى بالمتابعة والتطبيق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى