في ليلة جميلة من ليالي الصالون الأدبي تواجد في رحاب منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل -يرحمه الله- نخبة من أصحاب العلم والفكر والقلم بمناسبة تكريم صحيفة مكة الالكترونية وكتابها وفي مقدمتهم رئيس تحرير الصحيفة الأستاذ عبدالله الزهراني من قبل الدكتور عبدالله باشراحيل الذي أراد أن يجعل أجواءها مشتعلة منذ البداية بكلمات ساخنة وعتب شديد تلخصت في قوله بصراحة :” الصحافة الورقية تسعى لاحباط المبدعين، والشلليلة تحكم رؤساء التحرير، وأن يكون المسؤول الصحفي صاحب نفسية سليمة..!!” وعموما هي الحياة هكذا عقبات تواجه الطامحين حتى يصلو إلى مرادهم، وصدق الشاعر في مطلع قصيدته المشهورة “على قدر أهل العزم تأتي العزائم…” والمسؤولون في صحيفة مكة الالكترونية أحد أصحاب العزم فيما وصلت إليه الصحيفة حتى الآن وفي بشرى سعيدة زفت للمهتمين بشؤون الصحيفة بأن سيكون في المستقبل القريب تطور مأمول في الأداء إن شاء الله تعالى..ولا أشك في ذلك طالما تواجد كيان الأفكار.
وفي هذه الليلة فاض بعض الكتّاب بما تختزل صدورهم من ذكريات مؤلمة بذكر شئ من معاناتهم فهذا الكاتب يروي قصة معاناته مع مسؤول التحرير وكيف بادره بالصد من نشر كتاباته وقبل أن يأخذ أويعطي معه هكذا مما أرغمه بالذهاب إلى المنبر الإعلامي العتيق في الخليج دولة الكويت وماصادف من أساتذة عمالقة في الكلمة والرأي الحر والجرأة في الطرح والعمق في الثقافة والمعرفة حتى عاد بعد أن نهل من المنابع الأصيلة، والعجيب أنه أصبح رئيسا لمن طرده بعد عودته للوطن.. وهذا يبدي معاناته من مقص الرقيب الذي يحجب الحق والحقيقة للوصول إلى صاحب الشأن مما حدا به إلى التحليق في الكتابة من خلال وسائل الإعلام الجديد .. وآخر يشكو من ردة فعل المسؤولين بعدم الاكتراث بما يكتب في الصحف الورقية أو الالكترونية وكأنه يكتب لنفسه لا للوطن الغالي.. وتطول المعاناة بين كاتب مبتدئ وكاتب ممارس وكاتب مخضرم ولعل الرؤية الجديدة تسمح بقول الحقائق على اختلاف أشكالها وعلى الرغم من حدة صراحتها و مصداقية جملها وعباراتها.
إن الكتابة الصحفية في حد ذاتها همٌّ واهتمام من الاطلاع والقراءة في مختلف المجالات الحياتية، ولابد للكاتب أن يعي كل مايدور من حوله، وأن يربط بين الأحداث الماضية والحالية، وأن يستفيد من الوقائع المجتمعية هنا وهناك؛ ليكون طرحه للمتلقي في أفضل صورة..وهذايتطلب الكثير من الجهد والوقت.. عموما المعاناة تختلف بين بدايات كاتب وآخر .. أتذكر أحد الكاتبات تتحدث عن بداياتها الصحفية، وكيف كان المسؤولون – وبكل رحابة – صدرًا يتحمل خربشتها الكتابية – على حد قولها – حتى استقام قلمها على الأصول المهنية وغيرها كثير.. وهنا صحيفة بأكملها عانت حتى أصبحت: قائمة يشار إليها بالفخر والاعتزاز .. وقامة إعلامية حتى صارت من أول الصحف الالكترونية التي تحظى بثقة وزارة الإعلام وتفوز بجوائز مقدمة من وزارة الحج لثلاثة أعوام على التوالي، وغيرها من المبادرات. وهذه رسالة بأن المجال مفتوحا – ولم يعد مقتصرًا على جهة أو أفراد – لكل من يرغب بتحقيق طموحاته المشروعة.
أحسنت ، قلت ،ووصفت فأجدت ، بورك قلمك
انت تكنب بألمك قبل قلمك…
ولهذا فإن الكلام الذي يصدر من القلب يصل الى القلوب مباشرة واما ماكان من اللسان فهو لايتجاوز الحناجر …
بارك الله لك في علمك وقلمك…