تتساقط اوراق شجرة السينما المصرية الجميلة ، ورقة بعد أخرى ، في شكل حزين ، وفي وضع مقلق جداً ، بالذات لعشاق السينما المصرية الجادة والرزينة .
السينما المصرية الجادة فقدت قبل ايام زبيدة عبدالرحمن ، واحدة من اجمل من قام بأداء الأدوار الرومانسية منذ ان كانت تجانب نجوم كبار في بداياتها التمثيلية ، امثال عبدالحليم حافظ وشادية ، وطوال مشوار حافل في اللون السينمائي الرومانسي ، كانت وجهاً مختلفاً وجاذباً ، ورقماً مهماً منذ أيام سينما الأبيض والأسود ، حتى تلوّنت الشاشة ، ولّوّنتها زبيدة عبدالرحمن بأدوار رومانسية فاتنة وجميلة وملوّنة الفراشات .
وقبل زبيدة عبدالرحمن بأيام قليلة ، سقطت ورقة هامة من شجرة السينما المصرية ، وهو ما يمكنني ان أسميه بملك الأدوار الثانية في بطولة الافلام السينمائية المصرية بلا منازع ، وهو الممثل الكبير الأثير أحمد راتب ، واحمد راتب لوحده حكاية تحتاج لكثير من الكلام .
لايمكن ان تشاهد فيلماً للنجم الاول في شبّاك السينما المصرية عادل إمام ، دون ان تشاهد بجانبه وجه أحمد راتب ، الذي يغذّي المشهد بطعم كوميدي خاص جداً ، ولعل هذا كان اقتناصاً واعياً من قبل عادل امام الذي اختار في فترة من الفترات كاست محدد من النجوم ، يتكررون في معظم اعماله ، ومن بينهم ، بل من أهمهم وأكثرهم وضوحاً احمد راتب .
لمع راتب في كثير من اعمال عادل امام وغيره من النجوم الابطال ، وكان دائماً مايحوّل دور البطل الثاني الى منافس حقيقي وقويّ للبطل الأول والأوحد ، لدرجة انتزاع الضوء منه احياناً وبقوة ، وتلك سمة الممثلين الكبار الكبار .
وقبل زبيدة وراتب ، بأسابيع ايضاً فقدت السينما المصرية محمود عبدالعزيز بكل ضخامته وغمامته ، ولانعلم من ستسقطه يد الموت من شجرة الشاشة ، في قادم الأيام ، ومن سيملأ الفراغ الذي إتّسع.