نبيه العطرجي

حَلَبْ الجَرِيحَةْ

مَودة الفُؤاد

حَلب … مَدينة شَامية سُورية مخَضرمة بَين مُدن العَالم أجمَع ، فَهي
أقْدمهم مِن حِيث الوجُود والسُكنى ، فَقد كَانت مأهُولة بالسُكان مُنذ
بِداية الألفِية السَادسة قَبل الميِلاد ، وتعَاقبت عليهَا حضَارات
عَديدة أكسبتهَا تُراث لَا مثِيل لَه .
حَلب … تحْتضن فَوق ثَراها شَواهد معمارية نَادرة الوجُود مُنذ أقْدم
الأزمَان ، فهِي مَتحف للتَاريخ والتأرِيخ .
حَلب … أثبَت التَاريخ أنهَا مَدينة تجَارية بإمتيَاز تقَع فِي مُنتصف
الطريقْ بينْ البَحر الأبيَض المتَوسط وبلَاد مَا بَين النَهرين ، ممَا
جعَلها العَاصمة الإقتصَادية لسُوريا لإحتوَائها عَلى أهَم المعَامل
والمصَانع .
حَلب … تَاريخ عَريق فِي شَتى المجَالات ( عِلم – فَن – مُوسيقى –
سيَاحة – صنَاعة … ) .
حَلب … تَميزت بإجمَاع الدُول الإسْلامية عَام 2006م فنَالت لقَب
عَاصمة الثَقافة الإسْلامية .
حَلب … بَعد العُلو والريَادة والسيَادة فِي السيَاحة والصنَاعة وكُل
متطلبَات الحيَاة جَار عَليها الزَمن بيَد مَن تَولى أمْرها ليبِيدها
وأهلهَا دُون خَوف مِن الله ، فَلا حَول ولَا قُوة إلَا بالله .
حَلب … طريحَة بَين دِماء شُهدائها تُنادي بصَوتها البَاكي العَليل
المجْروح العَالم أجمَع ، تَستنجد بِهم ممَا هِي فِيه مِن ألَم وهَم وغَم
وتشَرد وضيَاع لأهلهَا وكُل جمِيل عَلى ثَراها نتِيجة القَصف الحَربي
الغَاشم الذِي تَعيشه مُنذ سنوَات .
حَلب … كَانت إحْدى وجهَات العَرب فِي رحلَاتهم كمَا جَاء فِ الذِكر الحكِيم .
فِيما مَضى مِن زَمن كَانت هنَاك غَزوات ومعَارك بَين المسلمِين
وأعدَائهم لنَصر كَلمة التَوحيد ، ونَشر الإسْلام فكَانت :
غَزوة بَدر ضِد المشْركين / غَزوة مؤتَة ضِد الرُوم / غَزوة خَيبر ضِد
اليهُود / مَعركة القَادسية ضِد الفُرس / مَعركة النَهروان ضِد الخَوارج
/ مَعركة حِطين ضِد الصليبيينْ / مَعركة عِين جَالوت ضِد التَتار …..
وغيرها .
ورُحى الحَرب القَائمة بسُوريا فِي عَصر التِقدم والرُوقي جمَعت كُل تِلك
الغزوَات والمعَارك ضِد أهْل الشَام العُزل ، ضِد مَن شَهدوا بلَا إله
إلّا الله مُحمد رسُول الله .
يَا ربْ العَالمين يَا حَي يَا قَيوم أنْصر إخوَاننا فِي حَلب وسُوريا
وجمِيع بَلاد المسلمِين ، يَا قَوي عَلى كُل قَوي أحمِيهم مِن كُل سُوء
، وأحفَظهم مِن كُل شَر .
أسْألك يَا الله يَا غيَاث المستَغيثين ، ويَا أمَان الخَائفين أنْ
تُغِيث أهَل حَلب ، وتَكشف عَنهم الكَرب ، اللهُم عَجل لَهم بالفَرج ،
اللهُم أنْزل عَليهم دِفئاً وأمنَاً وأمَان ، اللهُم أنزِل عَليهم صَبراً
وثبتْ أقدامهُم وأنصُرهم عَلى القَوم الظالمينْ .
نبيه بن مراد العطرجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى