الكل يعلم أن ما تقوم به أمانة العاصمة المقدسة وإدارة مرور من مشاريع كبيرة ، وأعمال كثيرة وجليلة لها أثرها البالغ في خدمة المواطن والمقيم والزائر والحاج والمعتمر ، جعلها الله في موازين حسناتهم .
ومن هذه المشاريع العملاقة مشروع جسر النواريه الذي بدأ العمل في الجزء الأول منه منذ أكثر من ثلاث سنوات ، وبفضل الله تم الإنتهاء منه في شهر رمضان المبارك 1437ه ، ولوجود ملاحظات فنية أجلت الإستفاده منه حتى نهاية شهر ربيع الأول 1438هج .
والحقيقة أن هذا الجسر لم يحل مشكلة تقاطع النوارية كما كان مؤملاً ، بل زاد الوضع تعقيداً عما كان عليه قبل إنشاء الجسر ، لأنه لم يعمل حساب في تهيئة مخرج يستفيد منه سكان النوارية الشرقية بشكل مناسب للدخول والدوران
إلى مكة المكرمة ، فكان الوضع أمام قائدي المركبات أحد الخيارين :
أولاً : عمل دوران من تحت العبارة القريبة من مركز صحي النوارية ، والتي لم تهيأ تماماً لذلك الغرض فهي مسلك وعر ضمن أراضي خاصة ، ناهيك عن الخطر الذي تواجهه تلك المركبات في حال هطول المطار .
ثانياً : على السيارات الخارجة من النواريه الشرقية السير في طريق المدينة لمسافة تزيد عن ثلاث كيلو متر حتى تصل لنقطة الدوران الواقعه مع نقطة التفتيش حيث كثافة السيارات ، ومن ثم العودة بإتجاة مكة المكرمة ،
ويستغرق هذا الدوران في غير أوقات الذروة عشر دقائق .
فإن كان هذا الإجراء هو الحل لمشكلة تقاطع النوارية ن فإنشاء الجسر ليس له داعي لأنه لم ينل حظاً وافياً من الدراسة والتخطيط .
أعتقد أن شعور المسئولين بما يعانيه سكان النواريه كفيل بإيجاد حل أفضل ومناسب حتى لو أقتضى الأمر وضع إشارة مرور لإتجاه واحد ( الخارج من النواريه الشرقية ) .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
وصدق الله العظيم { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } .
د. عبد الله بن مراد العطرجي
0