سبحان الله رزق ابن آدم غريب، فهو مضمون من ربه، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، ولكن الغرابة هنا أن الرزق قد يأتيك ولا يكون لك، بمعنى أنه يأتيك المال ولا تستفيد أنت منه، لأن جزءاً منه ذهب لصاحب المنزل وجزءاً آخر ذهب لقروض البنك وجزءاً للكهرباء .. وهكذا دواليك ..
لا يبقى لديك منه سوى ما يسد رمقك، لذلك تقول القاعدة التسويقية الأمريكية بأن (راتبك ليس لك) .. وهذا يدل عليه المسمى المتداول بيننا له بأنه «معاش» .. فهو معاش، ولكنه قد يكون معاشاً مباركاً وافراً بحسب تعاطيك أنت معه وطرقك في صرفه.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان دائماً يقول (اللهم قنعني بما رزقتني)، فالإنسان لن يشبعه حتى التراب كما يقولون، وإذا لم تكن لديه سياسة صرفية مناسبة فلا تكفيه أعلى الرواتب، ولذلك لا تستغرب إذا رأيت من يعيش على راتب بسيط حياة هانئة خالية من الديون والمشاكل، وآخر راتبه ممتلئ بالأصفار المذهلة ولكنه غارق في الديون خال من الإنجازات.
ضائع خلف شهوة الشراء وكما قال معاذ بن جبل (أو كلما اشتهيت اشتريت)، فالقضية هنا قضية التعامل مع الدخل أياً كان بسياسة اقتصادية متوازنة لا إسراف فيها ولا تقتير.
وهنا مبدأ مهم جداً وهو أن الإنسان بمجرد أن يشتكي وهذا كثير في مجتمعنا وخصوصاً هذه الأيام مع هاشتاق تويتر (الراتب لا يكفي الحاجة) فهو هنا يتنصل من المسؤولية، وإذا لم يلتزم بمقدار راتبه ويصرفه وفق إمكاناته فلن تكفيه أعلى الرواتب، وسيظل في دوامة الشكوى، وهي بلا شك لا تتوافق مع ذاته الإنسانية والمقدرات التي وهبها الله له وزرعها فيه.
وكما قالوا القناعة كنز لا يفنى، ومن أدمن الشكوى سيظل في مكانه متقهقراً وسيشتكي من كل شيء، وسيصبح نائماً على جنبه ينتظر كل شيء
حكمة المقال
كن قنوعا تنال اطمئنان الحياة .
حمد عبدالعزيز الكنتي
مقال رائع جداً?
وأضيف له من أسباب اهدار المال
المرأة السوء ..