المقالات

امرأة على باب “الوزير”

بنبرة مخنوقة ، وإحباط واقع بالكاد يتنفس ، تحدث ذلك الصديق عن قصة معاناة لأحد قريباته ، تلك القصة التي بقدر مافيها من شموخ إلا أنها لا تخلو من غصة إحباط ، وتساؤل بكبر البحر ، إذ كيف يحدث ذلك في وطني ؟

القصة في تفاصيلها تحكي مشوار صبر ، ومصابرة تحكي عزيمة لامرأة فاقت بها عزيمة الرجال ، فمع ما عاشته من ظروف زواج ، أفضى إلى صك طلاق ، وأربعة أبناء في كنف أم لا معيل لهم سواها ، إلا أنها مع كل ذلك لم يفت في عضد عزيمتها نحو أن تمضي برأس مرفوع ، وقلب بقدر ما يعيشه من حطام ، إلا أنه يملك قدرة عجيبة في أن يمضي بشجاعة بين تلك الأمواج المتلاطمة ؛ ليصل إلى بر الأمان ذلك الأمان ، الذي كان الوصول إليه بعد أن بلغت من العمر 38 عاماً ، حيث أتمت الدراسة الجامعية ، وحصلت على بكالوريوس ( إدارة خدمات صحية ومستشفيات ) ، ولديها الكثير من الدورات التي تؤكد على جدارتها ، ومدى ما بذلته من جهد ، ولعل في حصولها على شهادة التصنيف المهني من الهيئة الصحية السعودية ، ما يعطي دلالة على أنها استوفت كل شروط ذلك الأمان الذي تبحث عنه .

 ولكن ، وآآآه مما هو بعد لكن ، فبقدر ما كانت الفرحة بهذا الإنجاز ، الذي تمخض عن معاناة ، لم تكن في الحسبان ، حيث عقبة ( العمر ) ، فمنذ التخرج إلى اللحظة ، حيث تبلغ من العمر 43 عاماً ، وهي لم تترك برقية أو وسيلة تواصل أو نافذة توظيف – مهما كانت – إلا وسلكت طريقها ، ولكنها مع كل بارقة أمل ، تصدم بإجابة واحدة ، حيث العمر عائق أمام قبول أوراقها ، فضلاً عن توظيفها .

لنا أن نتأمل مقدار ما تعيشه من ألم هي وغيرها ، ممن يعيش نفس معاناة الرفض ؛ بسبب العمر ، إذ كيف أفضى بها كل ذلك الجهد إلى لاشيء ؟! وهي من كانت تمني نفسها بالحصول على وظيفة ، تعود عليها بما يعينها على تكاليف الحياة ، تلك الحياة التي أخذت منها نظارة الشباب ، وتجرعت معها مرارة الحرمان ، وأسلمتها إلى واقع هي معه أحوج ما تكون فيه إلى أن ينظر إليها ليس بعين الشفقة ، فكفاحها أكبر دليل على ما تتمتع به من عزة ، وأنفة ، ولكنها بحاجة إلى عين ، وقلب ينظر إليها بإكبار ، وتقدير لما قامت به ، ويعمل على أن يكون حصولها على الوظيفة كمكافأة لها ، وليس من باب الشفقة عليها .

هذه القصة بكل تفاصيلها ، أضعها بين يدي معالي وزير الصحة ( توفيق الربيعة ) ومعالي وزير الخدمة المدنية ( خالد العرج ) ، على أمل أن يكون تجاوبهم بما يعيد الحياة إلى قلب أنهكته الحياة ، وأجهز عليه قانون بشر ، وأن يكون تجاوبهما كما هو المؤمل منهما ، وإنا معها لمنتظرون ، وفالها الوظيفة ،،،       

خالد بن مساعد الزهراني 

Related Articles

One Comment

  1. اين المسؤلين من وزراء ومدراء وغيرهم عن هذه المعاناة .
    المؤلم جدا ان لا يحس المسؤول بالمسؤلية تجاه الناس
    بالله عليكم مثل هذه المرأة الصابرة المثابرة تترك دون ما تمدون لها يد المساعدة ؟
    ليس مساعدة ان تعطيها من عندك
    وليس مساعدة ان توظفها وهي لا تستحق
    بل ساعدها ان تتوظف بوظيفة تناسب مؤهلاتها
    فلديها ما يؤهلها للوظيفة
    ساعدها لتاخذ ما تستحق فقط لا اكثر
    فهي صبرت وثابرت وجاهدت وانتصرت
    الا يتبناها انسان ؟
    رغم ان هذا المنشور قديم ومع ذلك لازالت معاناتها الى اليوم !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button