أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .. كلام بسيط جداً نتداوله في سوق مفرداتنا اللغوية بفرعيها الفصحى والعامية ، لكن المهندس صبحي عبدالجليل بترجي رئيس مجموعة مستشفيات السعودي الألماني له طريقة خاصة في هذا التداول حتى أنه ترجم ذلك من خلال كتاب سيرته الذاتية “طريق النجاح” ، وكأنه يروي لنا تجربة قيادية وإدارية رائدة تكاد تتميز بخصوصية الفكر والفلسفة والتحدي عند هذا الجداوي الذي درس الهندسة الكهربائية ونال فيها درجة الماجستير مع مرتبة الشرف.. لكن نجاحه الحقيقي لازمه إلى يومنا هذا، كان في طريق آخر يتعلق بإنشاء وتشغيل وإدارة المستشفيات وكليات الطب .
لا شك أن الأقدار ساقته إلى هذا الطريق – ولله في خلقه شئون – فعند المهندس صبحي قناعة تامة بأن صناعة النجاح متاحة للجميع وقابلة للإنقياد وممكنة في أي مجال شريطة أن تتوفر لها أسلحة العزم والمثابرة والتصميم.. وهي ذات القناعة التي أفرزت حلماً ظل يراوده لسنوات طويلة ، فقبل يومين احتفل وقيادات مجموعته مع أهل مكة المكرمة بتدشين الخطوة الأولى لتنفيذ أكبر مشروع طبي في العاصمة المقدسة .
كان جدار التحديات مرتفعا بعض الشيء ، تتطاير من فوقه عبارات التثبيط لتزيد من صعوبة تحقيق الحلم لكنها لم ترم به إلى المجهول ولم تذروه كعصف مأكول ، وفي المقابل رفض المهندس صبحي بترجي الإستسلام والتخلي عن هذا الحلم إيماناً منه بأن “مكة أولى من غيرها”.. فهناك العديد من فروع مستشفاه وكلياته تنتشر في العديد من محافظات المملكة وفي بعض الدول الخليجية والعربية فلماذا لا يكون لهذا البلد الأمين نصيب منها وهي قبلة المسلمين ومهوى الأفئدة وأطهر بقاع الأرض ؟
وفي هذا الإتجاه من الحرص جاءت تركيبة المشروع الضخم في قالب مميز على غرار “ثلاثة في واحد” فهو يضم مستشفى خاص على أرقى المستويات العالمية يرفده مستشفى جامعي “خيري” وكلية طب متطورة ، ولك أن تتخيل ما شئت عن جدوى إقامة هذا المشروع الطبي الكبير وما سيضيفه إلى رصيد إعمار مكة المكرمة ويرفع أسهم الاستثمار فيها .
ولم يذهب البترجي بعيداً عندما قال عن هذا المشروع عبر صحيفة مكة الإلكترونية أنه هدية فاخرة ونافعة جداً لأهل مكة وزوارها من ضيوف بيت الله الحرام ، وسيكون بمثابة إنموذج مميز لأي نظير له في مجال الطب وتعليمه وتسخير جانب منه كعمل خيري.. فما أجمل هذه التوليفة أو إن شئت قل “وصفة البترجي” التي مزجها بعرق عصاميته وطموحه ففتح بها أبواب التميز ووضع حجر الأساس لهذا المشروع الذي نترقب إفتتاحه على أحر من الجمر ، ليس لأنه إستثمار وطني يترجم قوة الإقتصاد السعودي ويستقطب أكثر من 4000 شاب من أبناء مكة بل لكونه أيضاً صورة مجسدة ومعلم حضاري بارز يذكرنا دائماً بأن للنجاح طريق لا يعرفه إلا المجتهد ، ولكل مجتهد نصيب .
المستشار / صالح العمودي
الإبداع صالح، وأنت صالح حتى في أطروحاتك ..لله درك من كاتب قدير، وأديب يقدم الجديد المفيد، لاشك إنك مكسب كبير لصحيفة مكة، وجبرتنا على متابعتك في عكاظ ثم المدينة ، والآن نتلاحقك في صحيفة مكة، لأنك كاتب كبير