تتسابق العديدمن الجهات الحكومية إلى إبراز اللوحات الجمالية والإعلامية المزركشة في مقدمة واجهاتها الخارجية أو في الأماكن البارزة في مداخلها، وكأنه بالفعل كل ماهو موجود في الصورة موجود في الواقع بل في أحيان أخرى ماهو موجود في الصورة لا أساس له في الوجود أصلا وقد يدخل في الأشياء المستحيلة كالخِل الوفي أو العنقاء .. ومن التعليمات الملزمة عند التصوير لابد أن تحرك شفاهك على وزن كلمة شيز لكي تضحك قليلا ولتظهر الصورة بشكل جميل.. ولكن هؤلاء فعلا يضحكون ولكن لا أعلم يضحكون على مَن في الحقيقة. وما أكثر المضحوك عليهم في هذا الوقت.. وما أكثر المتلاعبين بأحلام الناس وأمنيات المجتمع الذي يفتش عن المصداقية علّه يجدها هنا أو هناك في طرقات الحياة.. ولا نتشاءم ولكن عسى أن نجدها.
عموما؛ لا تدخل دائرة حكومية إلا وتجد العبارات الرنانة المختلفة من الترحيب المكتوب للاحتفاء بالمراجعين والتشرف بخدمتهم في إنجاز المعاملات الخاصة بهم..أو تجد في احدى الزواياصندوقا وقد كتب عليه عنوان: (للملاحظات والمقترحات)، وتتفاجأ أنه من أوهن البيوت.. أو تجد لائحة طويلة في إحدى المستشفيات الحكومية تعرفك بوثيقة خاصة بحقوق المرضى وكيفية التعامل في حالة القصورفي تقديم الخدمات.. أوحتى في المؤسسات الأهلية تجد أمامك الرؤية الجميلة والرسالة الخاصة للمؤسسة وهي في الأخير لزوم البرستيج من أجل الإيهام بتطبيق الجودة الشاملة في كل المعاملات المقدمة للعملاء.. والأغرب من كل هذا أن تجد مسؤولا في قمة إدارة تعليمية يحول بين مواطن وبين المسؤول الأول في التعليم بكل ما أوتي من قوة وكأنه صراع بين الحق والباطل..‼
في إحدى الجولات الخيرية للدكتور محمد عبده يماني -يرحمه الله- في دولة أفريقية لتفقد أحوال المسلمين هناك..لاحظ وجود أحد معلمي القرآن الكريم وطلابه تحت شجرة يتدارسون كتاب الله وبعض المعارف المبسطة فأحب أن يزودهم بالمقاعد الخشبية المناسبة فما كان من المعلم إلا أن غضب على معاليه لكثرة الوعود التي تلقاها من قبل ظنا منه أنه قدم من نفس الجهة التي وعدته بالمساعدات في وقت سابق .. وبعد أن زال اللبس نهائيا.. تعرف أعضاء الزيارة على مستويات الطلاب فوجدت تلك المستويات في غاية التميز والإبداع وبامكانيات محدودة .. وهنا نهمس في إذن كل مسؤول بأن المضمون والمحتوى أهم بكثير من الأشكال والمظاهر.. وإن اجتمع الشكل بعد التأكد من كفاءة المضمون فهنا اكتملت الصورة تماما.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
كلامك جميل
ولكن يبقى مجرد حلم
لا يمكن ان يخدم بلده بصدق
الا من احبها واخلص في حبها
اما من يسعون وراء مصالحهم الشخصية .
فأحلامهم تختلف عن احلامنا .
مقال رائع وفقك الله
سلمت عين الصواب لو كل مسوؤل وضع امام عينيه بأن المضمون والمحتوى أهم بكثير من الأشكال والمظاهر لاكان ارتقينا بين الامم واصبحنا مثال يحتذى به
شكرا ابا محمد طرح رائع
عندنا كل مدردم بدنجان.. فتعودت حياتنا وأصبحت المركزية كإختيارنا للبطيخ ..