من ضمن الإيجابيات التي سنعيشها قريبًا هو ما تردد في أوساط المدخنين عن ارتفاع سعر الدخان. وهذه الإيجابية لعلها تكون رادعًا حاسمًا وإنذارًا أخيرًا للمدخنين بضرورة إيقاف التدخين، وأتمنى أن تكون الزيادة أضعافًا مضاعفة .. فنسبة التدخين في المجتمع السعودي عالية جدًا، وخصوصًا بين فئة الشباب والمراهقين مع شديد الأسف، وبالرغم من التوعية المستمرة والتحذيرات الطبية بأضرار التدخين إلا أن نسب المدخنين لدينا في ازدياد مضطرد!! ولا أدعي معرفة الأسباب، ولكنني من باب التخمين، قد أقول إن السبب الأول والمباشر هو رفاق السوء ممن سبق تورطهم في هذا البلاء، حيث يؤثرون على أقرانهم وزملائهم من باب مبدأ الشوفونية المقيتة التي تتلبسهم، ويستشعرون من خلالها بأن من يمارس التدخين هو الشاب الحر الناضج الذي لم يعد طفلًا تحت سيطرة الكبار، هذه النظرة البليدة وهذا الإحساس السلبي هو في نظري أكبر الأسباب لتوريط الأجيال التالية وجعلهم يسلكون مسار التقليد والمضاهاة لمن سبقهم بالعمر ..
وهناك مجموعة من الأسباب الأخرى الفرعية، من ضمنها تقليد نجوم الفن والرياضة والأطباء ممن ورطوا أنفسهم بالاستسلام لهذه العادة السيئة، وهنا بالذات لو تناقش أحد المدخنين المتأثر بتلك المؤثرات الفرعية وتنصحه بالتوقف من أجل صحته وسمعته، لقال لك :- لو في التدخين ضرر ما أقدم عليه الأطباء ولو فيه سوء سمعة ما أقدم عليه المشاهير !! وهذا بالتأكيد منطق خاطىء وجهل مركب أتى من سيطرة شهوة التدخين التي أضاعت قدرات العقل وحسن التفكير .. وعودًا على بدء، نرحب بارتفاع أسعار التبغ بجميع أنواعه فلعلها الفرصة السانحة التي حانت لمساعدة وتحفيز المدخنين على تركه، وقبل الختام .. أوجه سؤالي للمدخنين، وأقول لهم لماذا لا تنظموا حملة مقاطعة ضد شركات التبغ بسبب ارتفاع سعره بدلًا من النواح والتذمر ؟! لماذا إذا تم رفع سعر أي سلعة غير التبغ تسابقتم وتضافرتم لعمل حملة مقاطعة وقلتم دعوا بضاعتهم تخيس ؟! ولهذا نصيحة محب .. اعملوا للتدخين مقاطعة كي تعودوا أنفسكم على تركه، وهذه هي المقاطعة الحميدة التي تفيدكم وتوصلكم إلى الهدف الذي كتب المقال من أجله، وهو إيقاف التدخين إلى الأبد حفاظًا على صحتكم ومالكم وسمعتكم الاجتماعية.
د. جرمان أحمد الشهري