حين يسيرك القدر في إحدى معاملاتك إلى الوصول إلى مكتب المسؤول لبلوغ معاملتك أقصى أنواع التعقيد الإداري والروتين الممل وكأن الموظف الذي وصلت إليه المعاملة أصلا يتعامل بمقياس واحد وعلى طريقة “موس على كل الرؤوس” وياليته يطبق النظام على أصوله..فتطبيق النظام أو حتى روح النظام على الكل لايغضب أحدًا فترضح لمطالب ذلك الموظف فتحاول شرح كل تلك الملابسات للمسؤول الأول في تلك الإدارة وما أكثر تشابهها في مجتمعنا..!فيعاملك ذلك المسؤول وكأنك الرجل المذنب المرتكب خطأ لايغتفر.. فتحاول حينها بشتى أنواع الوسائل الممكنة باستخدام مهارات الإقناع ومهارات التفكير ومهارات الاتصال وكل المهارات التي في الكون..وفي نهاية الأمريحيلك المسؤول الأول إلى الموظف أي إلى المربع الأول فتبدأ من جديد إما محاولة استكمال الإجراءات أو محاولات الرجاء والتوسل والاستعطاف لترقيق قلب الموظف المتخصص في جميع فنون التعقيد الوظيفي.
ومن هنا ومن الممكن أن تجد المسؤول المعني في حال التقاط صورةأو إجراء مقابلة مباشرة أو حتى في حوار صحيفة.. للتحدث عن سير العمل في إدارته..يصف كيفية التعامل مع المواطنين بكل يسر وسهولة وتذليل العقبات التي قد تواجهم وأنه لم يوجد في هذا المكان إلا كونه خادما لهم..ويكاد من شدة حديثه المثالي ووصفه الخيالي..أن يأسرك من حيث لاتشعر من الخلق العظيم الموجود في داخله والنبل الكبيرالمرتسم على محياه والله يعين الصادق..!! ولو فعلا تعامل كل مسؤول مع المراجعين على حسب مايدلي به من كلام وخاصة حين تسلم المنصب أو حين تواجده في مرجعه الأساسي أوأمام مديره العام.. لكانت الإدارات الحكومية بخير..ولكانت حاجات المراجعين كافة تقضى بكل أريحية ومرونة..ولكن للأسف الواقع غير.. والصورة غير. ولا غرابة فالصورة الإعلامية خادعة.
في إحدى المكالمات الخاصة عبر الحوال مع أحد المختصين في مجال علمي وكأنه أخطأ المتصل بلا قصد في وصف دقيق لمسألة معينة..فما كان من المختص إلا أن يخبر المتصل أنه سيغلق الخط في وجهه فما كان إلا الاعتذار وطلب الصفح الجميل من قبل المتصل.. مع أن هذا المختص لديه برنامج تلفزيوني مباشر وكم..وكم أخطأ عدد من المتصلين..ولا تجد إلا الابتسامة الصافية ظاهرة على كامل محياه..ومحاولة تهدئة المتصل وإعادة السؤال بكل رحابة صدر..!! وعلى كل حال فعلا هناك سحر غريب من الصورة و من الكاميرا خاصة في هذا الوقت.. فإذا كان من الممكن وجودها أثناء الدوام الرسمي وتكون في حالة اتصال دائم.. علها تحل معضلات قديمة لم تستطع حلها الأنظمة والقوانين الإدارية الحالية.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
مقال جميل اذا خلت مخافة الله من الموظف فتحايل حتى علي الكاميرات موجود الحل الامثل الرجوع الله وتنفيذ وصايا المصطفى صل الله عليه وسلم والاقتداء باخلاقه الكريمه فهنا نكون مجتمع مثالي بالتعامل مقال رائع وتقبل مروري المحدود سلمت ابا محمد