محمد اليحياء

الأديب باشرحيل وتشخيص واقع الصحافة

أثناء لقائه مع الأستاذ عبدالله بن أحمد الزهراني رئيس تحرير صحيفة “مكة” الإلكترونية المتألقة، تطرق الأديب المعروف الدكتور الشاعر عبدالله باشراحيل عن معاناة المبدعين في بدايات توهجهم من تزمت رؤساء التحرير؛ حيث شخص واقع الصحافة الورقية قبل أن يكرمنا الله بالصحافة الإلكترونية التي أتاحت الفرصة لطرح إبداع المبدعين وحتى من يسعون أن يكونوا مبدعين.

نعم لقد كنا في السابق نُعاني لكي تنشر مقالاتنا وإبداعنا في الكتابة أو القصة أو الشعر أو ما يجود به الفكر، ومع الأسف أنا شخصيًّا كنت أجد التقدير في صحافة ومجلات الكويت؛ لعدم وجود شللية كما لدينا، وحتى اليوم أتذكر أحد صحفنا المعروفة في المنطقة الوسطى كنت عندما أرسلت مقالتي يكون الرد علي قاسيًّا، والشيء الغريب أنه يُقال عن مقالاتي بأنها لا تصلح للنشر، والأسبوع الذي يليه أجد مقالتين تم نشرهم في نفس الصفحة التي انتقدت فيها.
هنا يتضح شيء أن الميول والشللية هي المتحكمة، وكذلك المزاج فعندما يكون مزاج المشرف على الصفحات متعكرًا يفرغه في القرّاء أو الكتّاب، وفي المرة القادمة عندما يكون المزاج رايقًا أو يكون هناك شخص آخر يشرف على الصفحات تنشر المقالات؛ لأنها في الأساس جيدة ومطابقة لشروط النشر.
لقد شخص باشراحيل واقع صحافتنا الورقية كما يجب ولا أخفيه أن نسبة من الصحافة الإلكترونية بها رؤساء تحرير غير أصحاء نفسيًّا، أما الغالبية العظمى فهم أصحاء وفي مقدمتهم زميلنا عبدالله الزهراني رجل سريرته نقية، وقلبه يتسع كل من يكتب لـ”مكة” الإلكترونية يرحب بالكل وينشر مقالات لأشخاص غير معروفين إعلاميًّا إلا بعد أن فتح المجال لهم.

نعم الزهراني كما قال الدكتور، صحفي وطني من طراز نادر، وقد لمست هذا منذ بدأت الكتابة في “مكة” قبل أكثر من عامين، نعم دكتور صحافتنا الورقية بها عقليات لا تحترم اسمك ولا تاريخك، رغم معرفتها لتاريخك جيدًا، لكنك لست من الشللية، وهذا في نظرهم أهم من القدرات التي لديك بالصحافة الورقية وبعض الإلكترونية، عقليات تعمل بالغطرسة والفوقية نعم ليسوا كلهم لكن مع الأسف معظمهم إذا كنت من الشلة يكتبون عنك ويبروزونك
حتى لو لم تكن تفهم شيئًا في عالم الكتابة والصحافة، المهم تتفق مع الميول والتوجهات والشلة نعم كما قال الدكتور، كنا نحارب ويرفض نشر مشاركاتنا، ونجد التقدير خارج الوطن أو من بعض النزهاء والشرفاء الذين يتجردون من الأنانية ويتخلون عن الشللية. واليوم جاءت الصحافة الإلكترونية التي معظمها كما قلت بها عقليات واعية ونفسيات سليمة ترحب بكل إبداع بغض النظر عن من هو الكاتب تعطي كل ذي حق حقه بعيدًا عن المحسوبيات طالما ما كتبته متميز ويراعي كل شروط النشر.
إن تميز “مكة” الإلكترونية والصحف الأخرى الإلكترونية سوف يقتل ويضعف ويقضي على الصحافة الورقية إياها إذا استمرت على نهجها القديم الجديد.
ختامًا..
تحية من القلب للدكتور باشراحيل على ما شخصه بدقة عن واقع صحافتنا، وقد استمعت لكلامه مسجلًا، وسعدت به ولا ألومه في كل ما قاله؛ فهو مع الأسف الواقع، وقد أعود -إن شاء الله- لكلامه مرة أخرى، أكرر أننا من واقع عملنا بالإعلام أشرفنا على صفحات ومجلات، لكنني وأتحدث عن نفسي لم أحارب إبداعًا يومًا من الأيام.

الشيء الغريب أن زملاء المهنة يعرفون تاريخك كمبدع، ويتجاهلونك من منطلق يمكن إذا طلبناه للعمل معنا يتشرط ويطالب بمبالغ خيالية، وهذا شيء غير صحيح فمن يقدرك تقدره وتتعامل معه؛ لكي يشعر بأن الثقة في محلها.
أتمنى من الزملاء رؤساء التحرير في صحفنا الابتعاد عن الشللية التي دمرت الإعلام بسببها، وأن يكون المعيار هو الجدارة والتمكن والخبرة لدى الإعلامي.

ختامًا..
أكرر شكري للدكتور باشراحيل على الطرح الموفق، ولزميلنا الأستاذ عبدالله الزهراني الذي أسعدني باللقاء الشيق للدكتور باشراحيل.

محمد عبدالعزيز اليحياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى