يجوز للدولة أن تفرض ضرائب على المواطنين لتوفر بما تجنيه من الضرائب الخدمات اللازمة ، كتعبيد الطرق وبناء المستشفيات والمدارس ، وغير ذلك من المصالح العامة ، لكن بشرط أن تستنفد كل ما في بيت المال ” الخزينة العامة ” أما إذا جعلت ضرائب على المواطنين بدون مقابل أو جعلتها عليهم وفي بيت المال ما يكفي للقيام بالخدمات اللازمة والمصلحة العامة ، فإن ذلك مُحَرَمٌ شرعاً ، وآخذها لا يدخل الجنة ، كما ثبت في المسند من حديث عقبة بن عامر ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” لا يدخل الجنة صاحب مكس يعني العشار ” والمكوس : هي الضرائب ، ونحوها مما يؤخذ بغير حق شرعي ، كما أن جواز الأخذ للحاجة الضريبية مُقيد كذلك بما إذا لم يكن هنالك تسيب أو سوء استخدام في المال العام ، والله أعلم .. ( ذلك كان سؤال عن حكم الضرائب ، من قسم الفتوى في موقع إسلام ويب) .
وفي بلاد الغرب تُطبق الضرائب في حق الأغنياء فقط ، وذلك جزء من رد الدين للبلاد والتي كانت السبب في غِناه بطريقة أو بأخرى ، وفي الإسلام يجب أن يكون ذلك بطريقة مشروعة ، وأما الفقراء فليس عليهم ضرائب ، لأنهم لا دخل لهم سِوى ما يأتيهم من مرتبات من الدولة ، وبالتالي لا يؤخذ منهم ضرائب ، سواءً كانت في زيادة السلع الحيوية عليهم كالكهرباء والماء أو غيرها من السلع ، ولذلك في السعودية سوف تطبق الضرائب على الجميع ابتداءً من شهر يوليو من العام الميلادي الحالي ، ويتمثل ذلك في رفع البنزين إلى 30 % و كذلك الكهرباء ، وغيرها من الرسوم التي سيتم تطبيقها ضمن رؤية 2030 وفي ذلك بلا شك مشقة وأي مشقة فيمن رواتبهم محدودة أو ممن لديهم ديون كديون بناء منازل لهم ، في ظل غياب حلول وزارة الإسكان لعدة سنوات ، ما جعلهم يشترون بيوتاً عن طريق البنوك ، وبالتالي تخصم عليهم البنوك 3 أرباع رواتبهم ، فكيف لهم أن يتحملوا تلك الزيادة في الكهرباء والبنزين بتلك النسبة المرتفعة وهم عليهم ديون لمنازلهم قصمت ظهورهم ..؟! وحساب المواطن والذي تم وضعه ويبدأ التسجيل فيه من شهر فبراير من هذا العام ، لا أعتقد يفي بالغرض في تحمل تلك التكاليف الباهظة على المواطن البسيط ، بينما الغني والمليونير ، فضلاً عن غيرهم ، فهم غير مُتضررين أبداً ، وبالتالي رفع تلك النسبة عليهم في خط مساواة واحد فيه مشقة على محدودي الدخل وعلى من رواتبهم متواضعة ، وعلى من رواتبهم جيدة ، ولكن لديهم التزامات مادية عبارة عن قروض عقارية ، وشخصية للبنوك !!
وخِتاماً .. يأمل الكثير من الخبراء الاقتصاديين في بلادنا إن كان ولا بد من الضرائب ، فهي تكون في حق الأغنياء ، وليس برفع الدعم الحكومي عن السلع الحيوية أو برفع نسبة البنزين لنسبة كبيرة مثل 30 % للبنزين ، وكذلك للكهرباء ، لأن الذي سيتضرر هو الفقير ، ومحدود الدخل ، أما الغني فلن يتضرر أبداً مهما علت النسبة ، ولذلك كان الاقتراح ، والذي نتمنى أن تتبناه الحكومة في أخذ ضرائب على من دخله 5 مليون في الشهر فما فوق ، أفراداً ، ومؤسسات وشركات ، وأخذ 10 ريالات على شرائح الجوال للشركات الثلاثة المشغلة للجوال في بلادنا ، وزيادة الجمارك بنسبة معينة تحددها الدولة ، وذلك يوفر الكثير سنوياً على البلاد ل 100 و 200 مليار ريال سنويا ، ويحقق ذلك التوازن بين طبقات المجتمع ، وتعود الطبقة المتوسطة كما كانت ، والتي تم طحنها في السنوات الأخيرة من تداعيات خسائر الأسهم وغيرها من المساهمات ، وأيضاً يتم الأخذ من الغني والذي استفاد كثيراً من خير هذه البلاد ، والتي لها الفضل عليه في كل ما حققه من غِنى ، فحان الأوان أن يرد الدين الذي عليه ، لا أن يتقاسم نسبة الزيادة على السلع الحيوية مع الفقير.
ولذلك من هذا المنبر نُطالب بحصر الضرائب من مال الأغنياء فقط ، دون الأخذ من مال الفقير ، والذي لا يملك من حطام الدنيا شيئاً غير راتبه ، حتى لا يقع المجتمع في مشاكل اقتصادية تلقي بظلالها على مستقبل أجيال ليس لهم ذنب في ما حل بهم من نكبات اقتصادية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..
ماجد الحربي
الضرائب محرمة في الشرع !!!!