(مكة) – متابعة
يتذكر أول طيار سعودي لمقاتلة F15 – SA التي دخلت الخدمة في السعودية عام 1982، بداياته مع الطيران وعشقه لها. الأمير اللواء الطيار منصور بن بندر بن عبدالعزيز، المتقاعد منذ نحو ثلاث سنوات، وشرح كيف تطور مشروع الطيارين السعوديين حتى باتوا أحد أمهر الطيارين على مستوى العالم.
في كلية الملك فيصل الجوية
قال الأمير منصور بن بندر: “كنت خريجاً قادماً من أميركا وشاركت في الاستعراض بالطائرات، وكانت من نوع D33 أمام الملك فيصل في افتتاح كلية الملك فيصل الجوية، وأيضاً تخريج أول دفعة من الطيارين السعوديين في ذلك الوقت”.
وأضاف الأمير منصور: “كنت طياراً في تلك الفترة، وشاركت مع بعض الزملاء الطيارين السعوديين، لتصبح كلية الملك فيصل موقعاً تدريبياً مهماً لدراسة الطيارين السعوديين وتأهيلهم تأهيلاً عالياً ليصبحوا طيارين متمرسين”.
وأوضح الأمير منصور أن من بين الطيارين المشاركين في أول عرض في ذلك الوقت، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وكذلك الأمير محمد بن سعد، والأمير تركي بن ناصر، والفريق عبدالله الحمدان، والفريق أحمد البحيري.
قصة F15 بالسعودية
ونوه الأمير منصور بن بندر بأنه كان في عام 82 مشرفاً على مشروع شمس السلام التي تهدف لشراء مقاتلة F15 وكان عددها 6 مقاتلات. يتذكر الأمير منصور كيف قام بالتدرب عليها مع زميله اللواء معيض اللهيبي: “نحن أول طيارين قدمنا للسعودية قبيل وصول الطائرات لتجهيز ما يلزم من التموين والكتب والدعم اللوجستي للطائرة الجديدة”.
وقال: “بقي بعض زملائنا من الطيارين لاستكمال برنامج تدريبهم في القاعدة الأميركية، وكانت الدفعة الثانية من الزملاء الطيارين، وأذكر منهم اللواء عبدالرحمن الفضلي واللواء عبدالعزيز العبيكان”.
حينها، تشكل أول سرب و”كنت قائداً لسرب F15 وبعدها تدرجت في العمل جناح طيران وقائد قاعدة حتى تقاعدي قبل نحو ثلاث سنوات”.
الطيران شغف وهواية
وأشار الأمير منصور بن بندر إلى أن الطيران شغفه منذ الطفولة، ففي بدايته ذهب مع والده الأمير بندر بن عبدالعزيز، لحضور عرض طيران في مطار الظهران في عهد الملك سعود، ومن هنا بدأ الشغف بالطائرات، حيث كان مولعاً بها ولم يخفه صوت الطائرة في ذلك الوقت.
وتابع: “أثناء الدراسة، اتفقنا أنا وأربعة من الزملاء في معهد العاصمة أن تكون وجهتنا المستقبلية في الطيران، فهو شغفنا وعشقنا. جاءتنا الفرصة والتحقنا كلنا بالقوات الجوية، أنا والأمير بندر بن سلطان والفريق عبدالرحمن الفهد الفيصل، والأخ خالد آل الشيخ، حققنا رغبتنا وسافرنا لبريطانيا ثم تم ابتعاثنا إلى أميركا”.
كفاءة الطيار السعودي
وأشاد الأمير منصور بكفاءة الطيار السعودي التي يشهد لها العالم، قائلاً “كانت التمارين التي اشتركنا فيها كلها مشرفة، سواء في فرنسا أو في أميركا وتركيا ومصر ودول الخليج كافة وفي باكستان، وهو فخر قدمه الطيار السعودي المؤهل تأهيلاً عالياً وعبر اختبارات دقيقة لا تقبل أنصاف الحلول”.
وقال: “الطيران عشق، والطيار لا يلتحق في كلية الطيران ليصبح طياراً إلا إن كانت عنده الرغبة بأن يصبح طياراً. هذه مهنة لا يمكن أن تفرض على شخص. لا بد من وجود الهواية للطيران والرغبة الشديدة”.
عشق لا ينتهي
وأوضح الأمير منصور بن بندر أن F15 كانت الطائرة التي عشقها وأحبها، بحكم قربه من هذه الطائرة وحياته الطويلة معها وقيادته لأول سرب لهذه الطائرات: “لا يمكن أن تجد طياراً امتطى صهوة كبينة هذه الطائرة إلا ويألفها أو يعشقها، فهي طائرة سلسة وآمنة وتستجيب للطيار بل أحياناً تعطي مجالاً للطيار أن يخطئ فهي تصلح الأخطاء”.
وتابع: “كما أن تسليحها رائع، ورادارها أيضاً مميز، وحاسوبها الرائع يحمل كثيراً من المزايا في هذه الطائرة”.
موقف طريف
وتحدث الأمير منصور عن موقف طريف حدث مع اللواء حمود الشهري عندما كان نقيباً في نفس السرب الموجود في قيادته الأمير منصور: “دخل يوماً وقال: لدي كلام أريد أن أقوله فاستمعت له فإذا هي قصيدة غزلية بطائرة F15 ولا ألومه في ذلك فهي طائرة تحب وتعشق”، وفقاً لـِ”العربية.نت”.