لِكل مُجتهد نَصيب ” مَن مِنا لَا يَعرف هَذه المقُولة ، فَمن جَد وأجتَهد جَنى مَا زَرع ، وهَذا هُو حَال المسْلم الذِي فَطر الله عَليه النَفس البَشرية { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} فالتَميز بَين الأفْراد فِي شَتى أمُور الحيَاة الدِنيوية والدِينية يُعطي لهَا نَكهة التنَافس الشَريف ليَجتهد كُل مِنا فِي عَمله ودرَاسته وعبَادته …. الخ .
ويُعد التَفوق بِدرجاته المتعَددة فِي سُلم النجَاح يُعطي المرءْ دَافع لكَي يُتقن عَملة مِن خِلال خُطة مُحكمة تُأهله لِذلك مَع المثَابرة والإصْرار ليَصل إلَى هَدفه بطَريقه صَحيحة تُأهله أنْ يَكون أهلاً لذلِك .
والمتَأمل للذِكر الحَكيم ، ومَا تَضمنه مِن آيَات كريمَه بَين دَفتيه لوَجد أنّ الموْلى تَبارك وتعَالى قَد مَيز مَن أجتَهد فِي عبَادته لَه وأداهَا كمَا أمِر عَز وجَل عَن ذَاك الذِي كَانت عبَادته لَا تَصل إلَى دَرجة الكمَال الموجِب للتَميز .
والموظَف المخْلص فِي عمَله ، ويَقوم بآدَائه عَلى أكمَل وَجه ، ويُنجزه بكمَال التمَام يُكرم عَن زمِيله المتَخذ العَمل أمْر رُوتيني يَقوم بِه ليَأخذ عَليه الأجْر آخِر الشَهر .
والطَالب يُقضي ( 16 ) سَنة مِن عُمرة عَلى مقَاعد الدِراسة ليَحصل بعْدها عًلى الشِهادة الجَامعية التِي تُأهله لخَوض مجَال الحيَاة العَملية ، فعِندما يَجتهد طوَال العَام الدرَاسي فِي كُل سَنة مِن عُمرة تَاركاً مَلاهي اللعِب والكسَل والخمُول ، ويَقبل بِجد وإجتهَاد عَلى درَاسته ، ويُفني جُل وقتَه فِيها متنَقلاً بَين عُلوم المعْرفة والعِلم والتَعلم ويُحقق النجَاح فِي نهَاية العَام بتَفوق لَا مثِيل لَه يَجب أنْ يُكرم تَكريماً يَليق بتَفوقه الدرَاسي ليتَميز عن ذَاك الذِي أضَاع أيَامه وليَاليه لَاهياً فِي اللعِب الذِي لًا يَصنع لَه خُطوة تَترك بَصمة إيجَابية فِي حيَاته تَجعل مَن حَوله يَسعوا إلَى تَكريمه .
فَكيف لنَا أنْ نوَازي فِي التَكريم الدُنيوي بَين مَن جَد وأجتَهد وبَين مَن أخفَق وقصَر {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ …}!
فالمتَفوقون والمتَميزون هُم صُناع الريَاده ، ولبنَات التَقدم والنمَاء والبنَاء فِي المجتَمع ، والعنَاية والإهتمَام بِهم أحَد أسُس القوَاعد اللازِمة لصنَاعة مجتمعَات متَفوقة .
فَإذا جَاملنا مَن قصّر وأخْفق فِي عَمله أياَ كَان وميزنَاه مع مَن جَد وأجتَهد وثَابر كَيف إذاً نُميز الممَيز ، ونَشكره عَلى مَا قَدمه مِن رُقي فِي آداءه .
خَالص التَحية والشُكر والتَقدير لكُل مَن تَميز فِي آداء عَمله أياً كَان ذَاك العَمل ، وأحْسن الله إلَيه ، وجزَاه الله خَير .
ونَهمس لذَاك المقَصر بأعْذب وأرَق كلمَات التشْجيع ليَلحق بمنْ سَبقه ، ويَكن مِن ضِمن بَاقة المتَميزين .
وفَق الله الجمِيع لِما يَحبه ويَرضاه .
نبيه بن مراد العطرجي