شعر : د. عبدالله عطيه الزهراني
يَـا أُمَّ أوفَـى , تعالَـي شاهِـدي حَلَبَا
واسْتَنْطِقِي دِمْـنَةً , وارْوِي لَنَا الْعَجَـبَا
ويَـا زُهَـيْرُ، سَألْتُ الشِّعْـرَ قَـافيَـةً
أرْوِي بِهَا البَحْرَ , أو أسْقِي بِهَـا السُّحُبَا
وَسَـاعِـيَا الصُّلْحِ هل نَحْظَى بِسَعْيِهِمَا؟
فَعِطْرُ مَنْشِـمَ أفْـنَى الـدَّارَ والْعَـرَبَا
مَـا أبْعَـدَ الْحَرْبَ لو صَحَّتْ مَقَاصِدُنَا
وَأقْـرَبَ السِّلْمَ لَولُـذْنَا بِـهِ هَـرَبَـا !
يَا شَـامُ , جُرْحِي نَزِيـفٌ لا انْتِهَاءَ لَـهُ
قَـد أحْـدَثَ السُّقْمُ فِي أنْحَـائهِ سَرَبَا
يَسْقِي جُذُورَ هُمـومي كُلَّما عَطِـشَتْ
ويُنْبِتُ الرُّوحَ حُـزْنًا كُلَّما انْسَكَـبَا
أشْجَارُ رُوحِي هِـيَ الشَّوْكُ الَّـذي نَبَتَتْ
أغْـصَانُـهُ بِيَـدِ الْحَطَّابِ فَاحْـتَطَبَا
وَزَهْـرُهَا مِـنْ نَزِيْفِ الْقَلْبِ مَشْرَبُـهُ
فَكَيْفَ يُطْلِـعُ زَهْـرٌ هَكَـذا شَرِبَـا ؟!
قَـدْ كُنْتُ أحْلُـمُ أحْلامًـا وإنْ بَعُدَتْ
والْحُلْمُ يَحْلو إذا مَـا عَانَـقَ الشُّهُبَا
بِأُمَّـةٍ جِسْمُـهَا يَنْـمـو بِأجْمَـعِـهِ
وإنْ شَـكَا مِنْهُ عُضْوٌ خَـارَ واضْطَرَبَا
وَأرْضُـهَا دُوْنَ كُـلِّ الأرْضِ طَـيِّـبَةٌ
تَهْتَزُّ خَيْرًا لِمَـنْ أعْطَـى وَمَنْ وَهَبَا
لَكِـنَّ مِنْـجَلَ فَـلاحِ الأسَـى نَهِـمٌ
يَلْوِي عَلَى حَـدِّهِ النَّبْتَ الَّذي خَـصِبَا
يُغَـادِرُ الرَّوضَـةَ الْـغَـنَّاءَ خَـاوِيَـةً
وكَـم غُـرابٍ عَلَى آثَـارِهَا نَـعَـبَا
يا شَـامُ , إنْ طَالَ لَيْلُ الْهَمِّ فارْتَقِـبِي
صُبْحًا ؛ مَـدَدْتِ لَهُ مِـن صَبْرِكِ السَّبَبَا
لا تُـرْسِلِي صَوْتَكِ الْمَبْحُوحَ فِـي أُذُنٍ
قَدْ أسْدَلَتْ دُونَ صَوْتِ الْمُشْتَكِي الْحُجُبَا
ولا تَمُـدِّي بِكَـفٍّ نَحْوَ مَـنْ قَطَعُوا
حَبْلَ الْعُـروبَةِ , أو مَـنْ أنْكَروا النَّسَبَا
فَـإنَّ لِلْمَجْـدِ كَـفًّا لا يُصَافِحُـهَا
مَنْ أدْمَـنَ الذُّلَّ , أو مَـنْ أدْمَنَ الْكَذِبَا
بَعْـضُ الزَّعَامَاتِ لا دِيْـنٌ ولا خُلُقٌ
وَلا الْمَبَـادِيُ شَاطُـوا عِنْـدَهَا غَـضَبَا
يَبْنُونَ فِـي ظَنِّهِـم سَـقْفًا يُظَلِّلُهُـمْ
وكُـلَّمَـا شَيَّـدُوا أرْكَـانَـهُ خَـرِبَـا
حَـاكُوا حِبَالاً مَـعَ أعْـداءِ أُمَّـتِهِـم
وقَـدَّمُـوا هَيْبَـةَ الْمَاضِي لِمَنْ غَـلَبَا
فَهـذِهِ حَـلَبُ الشَّهْبَاءُ قَـدْ قُـتِلَتْ
وَوَجْهُهَا بِـدَمِ الأطْفَـالِ قَـدْ خُـضِبَا
وَحِـمْصُ تَشْـكُو لِسَيْفِ اللهِ غُـرْبَتَهَا
لَو كَانَ حَـيًّا عَلَى أعْـدائِـهَا وَثَـبَا
قَـذَائفُ الْمَـوتِ فِي دَرْعَـا مُـدَوِّيَةٌ
والْقَاصِفَـاتُ ضَحَايَاهَـا مَنِ اقْـتَرَبَا
وَسَاسَـةُ الْقَمْـعِ أهْـوَاءٌ وتَفْـرِقَـةٌ
وعِنْـدَ كُـلِّ اعْتِدَاءٍِ أصْبَحُوا خَـشَبَا
يُشَـاهِـدُونَ بَرامِيْـلاً تُـمَزِّقُـهُـم
ويَعْرِفُونَ الَّذي يَـرْمِي , ومَـنْ ضُرِبَا
لَكِـنَّ نَخْـوَتَهُم مَـاتَتْ, وذِلَّـتُهُم
تَسْتَكْثِرُ الشَّجْبَ والتَّنْديـدَ والْخُـطَبَا
كأنَّـمَا قَطَعُـوا عَـهْدًا لأنْـفُسِهِـمْ
أن يُطْفِئوا السِّـلْمَ لا أنْ يُطْفِئوا اللَّهَبَا
يا أمَّـةً , لَـم تُبِحْ لِلضَّـيْمِ صَهْوَتَـهَا
وَلَـمْ تُطِـعْهُ , وتَعْطِفْ عِنْدَهُ الرُّكَبَا
لا تُرْخِصِـي الْهَامَـةَ الْعُظمَى لِشِرْذِمَـةٍ
كَمْ أشْبَعُوكِ عَلَى طُولِ الْمَدَى نَصَـبَا
بِفِـعْلِهِم قَـدْ تَشَـظَّى حَـالُ أُمَّـتِنَا
شَعْبٌ يَموتُ, وشَعبٌ بالْهَوَى طَـرِبَا
لا فض فوك دكتور عبدالله فقد طوعت الحروف والمعاني بغية النهوض بأعباء أمتنا العربية والإسلامية ، هذه المعلقة حُق لها أن تكتب بماء العين وأن توزن بالمثاقيل وأن يمنح صاحبها درجة شاعربامتياز ، فلا غرو فأكاديميتك العالية ومستوى لغتك الراقي جعلنا نستمتع وأي متعة ، ننتظر جديدك وأنت مكسب للصحيفة فهنيئًا لنا بك ???
رائع ولا فُض فوك دكتور كما تعودنا من حرفك الهادف ..إلى الأمام دائمًا ..
نص رائع وجميل جدًا وحروف راقية يقف القلم حائرًا في مدحها والثناء عليه ولا فُض فوك دكتور كما عهدناك متألق دائمًا
شاعر متميز ومتمكن حروفه وألفاظه تنساب بكل أريحية خلف معانيه .. سلم بوحك