منذ القدم في حالة الحرب تسير الركبان بالشائعات بين المتحاربين لتفت في عضد الجند، ومن ورائهم من الشعوب.
وكانت النساء يضربن بالدفوف خلف المقاتلين؛ لبث الحماس في قلوبهم وتعزيزا لبسالتهم في القتال.
ولازال هذ الأمر يحدث في المعارك من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة،
وأضيف لها اليوم وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت واحدة من أهم وسائط بث الشائعات وألفّت في عضد الجيوش ومن خلفها من المواطنين.
ونحتاج اليوم إلى الوعي الكافي الذي يعيننا على مكافحة الشائعات وقتلها في مهدها قبل أن تسري بها الجوالات، كما كان تسير بها الركبان في الأزمنة الغابرة.
لقد تعددت المواقع التي تبث الإشاعات عن بلدنا وجيشنا واقتصادنا، بل بلغت الآلاف في عددها مدعومة بكافة الأدوات والرجال المتخصصين والهدف هزيمتنا نفسيا، وهز ثقتنا في جيشنا وحكامنا وزرع البلبلة وترويج الإشاعات الكاذبة التي قد يصدقها العامة من الناس في داخل البلاد وخارجها وفي المقابل لازالت بعض قنوات إعلامنا كأنها لايعنيها الأمر لا من قريب ولا من بعيد،
أين هم من تفنيد كذب الأعداء وتوضيح الأمور لكافة الشعوب ؟
أين إعلامنا من بث برامج الإعلام الحربي الموجه للداخل لتعزيز الثقة بالنفس وللخارج للجم ألسنة الأفاكين والمأجورين؟
وأين إعلامنا من بث البرامج الحماسية كالخطب والأناشيد والقصائد والاستعراضات العسكرية ؟
وأخيرا هل يقف إعلامنا في ساحة الدفاع أم يكون له صولات وجولات هجومية ضد الأعداء أو يكون عاجزا عن هذا وذاك ؟
حمود أحمد الفقيه