المقالات

هيئة الترفيه تحتاج إلى ترفيه

 هل عودة مسرح التلفزيون وحفلات محمد عبده ورابح وعبادي والشلة المتماسكة إياها، ومن خلال حفلات بدائية ركيكة مملة طُبخت بليل؛ وكأنها عمل من رجس الشيطان أو كأنها منجز مبشر به وإنجاز عظيم تفتقت عنه قريحة هيئة الترفيه.
إن ماتقدمه هيئة الترفيه للناس بهذه الذهنية البدائية المرتجلة هو حرث في الماضي، وشيء مخجل وهي تقدم نفسها بهذا الشكل وتستعيد هذه الأصوات وغيرها لتطل بها وتغث الناس بها، وتغلف منتجها لتعيد اجتراره من جديد من خلال هذا المسرح الذي يبشرون به والذي يتنافى مع اسم وجلال المسرح ودوره العظيم ..!؟
ثم هل وصل المتلقي لهذا المستوى من سوء الفهم وتسفيهه واستغفال عقله في وقت يجوب العالم كله، ويرى ويسمع ويشاهد أجمل ما أنتجه العقل البشري من فنون بكل تفاصيلها الجمالية الدقيقة، بل إنه يتابع أحدث الاعمال الفنية العالمية سواء كان في المقهي أو السيارة أو غرف النوم ..!؟

نحن نطالب هيئة الترفيه أن تقدم نفسها بشكل حضاري ومؤسس وبما يتوازى مع حجم هذا الوطن إنسانا ومكانا وإمكانيات باستقطاب رأس المال المحلي من خلال القطاع الخاص الشركات والمؤسسات الوطنية والعالمية أن توضع الاستراتيجيات الصغرى، والمتوسطة، والبعيدة، كمشاريع للبناء البنية التحتية لقيام نهضة فنية متكامة تخدم هذه الاستراتيجيات كإنشاء الكليات والمعاهد العليا للفنون كافة من خلال قاعات عروض مسرحية وسينمائية ونواد تعنى بالألعاب الرياضية المختلفة الأخرى غير ” كرة القدم ” كحلبات سباق السيارات، والراليات وتسلق الجبال، وألعاب الماء واستثمار ماحبا الله به هذا الوطن المترامي الأطراف من جبال وشواطئ وصحاري فريدة.
من الممكن جدا وبتخطيط سليم أن تكون لدينا عوامل جذب محلية وعالمية؛ لكي يأتي العالم إلينا ليرى وطننا الجميل كما يجب أن يُرى ..!!

عبدالعزيز الشريف
شاعر وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى