تتلمس في دواخله الإنسانية؛ لتتعمق في مشاعره الوجدانية، وتكتشف ما أخفاه جوهره وباح به مظهره اللطيف بعفوية وتلقائية بلا تصنُّع، وفي الآخر يعطيك أجمل الصفات وأنقاها السَّمْت الجميل والإحساس النبيل.. المتوَّج بالكلمة الطيبة حينا ..والرقيقة حينا آخر ..اعذرنا أيها الفاضل أحمد عيد.. رأيناك في الوسط الرياضي المختنق من أنفاسه إلى أنفاسه..والمبتلى من محبيه من أوَّل الوقت وإلى أبعد من آخر الوقت..!! فسألنا عنك في غيابك- لعلك تسامحنا- عن توجُّهِ ميولِك أولًا.. وبدأنا نعاملك في هذا على أساسه، وبدأنا نحاربك على كلِّ أطيافه، ولم نسأل عن معدنك الطيب -أصلا- حتى أفادنا خلسة عن ناظريك صديقك الصدوق.. فذُهِلْنا ممَّا سمعناه، وكنَّا نودُّه ألَّا يصمت أبدًا، ولكن يكفي من مجملِ التعابير الصَّادقةِ ما يُغني عن مُعظم الكلماتِ النَّاطقةِ..لم يجربك-هو- قصدًا في الحضر.. فهنا دائمًا الحضورُ المزيَّفُ يُبدع فيه الجميع..!! ونحن أوَّلُهم..!! ولكن جرَّبك في بعيد السَّفر،ووفق الحكمة العُمْرية التأريخية، فوجدك رجلا، ووجدك نعم الرفيق، ونعم الصديق والأخ الذي لم تلده تلك الأم، صديقك تحدث بعقله لا بقلبه، فكيف لو تركنا المجال وتحدث عنك بذلك القلب المحبِّ..؟
في أحمد عيد الحربي شهاداتٌ تُسطَّرُ في الوفاء والتَّضحية، فعلى الرُّغم من فخامةِ المناصبِ التي حصل عليها والشهرة والإعلام وبما أكرمه المولى -عز وجل- غير ما أنعم الله عليه من حسن الخلق والنبل والأدب الرَّفيع.. لم يغيِّر كلُّ هذا من ابن حيِّ الهنداوية..كان نعم الرجل مع قبيلته “السرحة”ويعتزُّ بانتمائه لهم، وعلى تواصل مستمرٍ بهم، كما هو اعتزازه بحيِّه القديمِ، وهناك أعمالُ خيرٍ كثيرةٌ بينه وبين المساكين والفقراء،والعجيب حينما يطلبه مَن حوله بخدمة لا يكتفي بتقديمها، بل يعقِّبُ عليهاحتى يتأكدمن حصولهابالشَّكل المطلوب، وإذا أعطى أكرم بسخاءٍ، وللجار عنده تقديرٌ خاصٌ ومنزلةٌ رفيعةٌ،فيعمل مابوسعه..وأحيانا فوق تصور العقول..!!وحتى حياته الخاصةلم يمسها أيُّ تغيير، فالنوم المبكِّر، والاستيقاظ المبكِّر فجرًا؛ لأداء الصلاة جماعة، ولكلِّ ذلك بارك الله له في صحته وعمره وأهله وذرِّيتِه ومالِه..ورأينا فلذات كبده في أرقى المواقع.
هناك مقولةٌ قديمةٌ جدًا للأديب محمد حسين زيدان -يرحمه الله- تدور حول أنَّ مجتمعنا وللأسف مجتمع دفَّان بمعنى أن الأشخاص المستحقين -من الأدباء والكتاب والمسؤولين- للتكريم والتقدير لا يكرمون إلا بعد رحيلهم من الدنيا، وكأنَّ الفراق شهادةٌ موثقةٌ على المصداقية..!!، وكأنَّ المصداقية لا تنطبق إلا على الراحلين..!!، وكذلك يحضر لدينا من جهةٍ أخرى وللأسف الشديد أنَّ المسؤول وهو على كرسي المنصب يَكْثُر مِن حوله الجميع سواء من الأصدقاء أو من المنتفعين، وبعد ترجُّلِه عن الكرسي يذهب المنتفعون ويبقى فقط الأصدقاء الأوفياء، وهنا الصديق الوفيُّ للرَّاقي أحمد عيد الحربي عبدُالله الحازمي والصداقة التي بقيت كما هي عليه من الحُبِّ والنَّقاء، يقول عن صديقه العتيق :”لا أستطيع أن أتحدث عن أخي وصديقي أحمد عيد.. في هذه الأسطرِ البسيطةِ،ولو تحدَّثتُ سأحتاج إلى وقتٍ طويلٍ للتَّحدُّث عنه فطيلة الثلاثين عامًا من الصداقة لم أجد من هذا الصديق المخلص إلَّا كلُّ أدبٍ وتقديرٍ ووفاءٍ، ولم أجد منه -والله – الإساءة أبدًا حتى لو كانت على هيئة مزاحٍ ومداعبةٍ، فحقيقة مِثْلُه إنسانٌ نادرٌ ” .هذا غيضٌ من فيض، وللحديث بقية ولعله في قادم الأيام.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
الأستاذ العزيز على القلب و القدير في المقام أحمد بن عيد الحربي شخصية رياضية إجتماعية ثقافية فعندما تجلسُ معه فإنك تنظر إلى رجلِ خبير محنك ذو نظرة ثاقبة إذا تحدثت عن النجاح فقد نجح عندما تولى كرسي رئاسة الإتحاد السعودي لكرة القدم كأول رئيس منتخب فهو الوحيد إلى الآن من بين الرؤساء الذيت تولو دِفة رئاسة الإنحاد كممارس للعبة كرة القدم كلاعب و كأداري في النادي الأهلي و المنتخب السعودي حق المنتخب السعودي في عهده أفضل الإنجازات بالتأهل لكأس العالم 2018 وحصول المنتخب على أفضل تصيف له من الفيفا ، لاتكفي الكلمات للحديث عن هذه الشخصية المحبوبة من الجميع متعه الله بالصحة و العافية .
منصور السلمي