حمد الكنتي

مشاعر تبني الحياة

بعد طفولة حملت معها الكثير من التحطيم في بعض الاحيان والتشجيع في اوقات اخرى ، قررت عندما استقام لي عقلي وفهمت حياتي ان اباشر الناس بالكلمات الايجابية والعبارات والمشرقة وهذا ديدني ولله الحمد منذ سنوات وكان له اثر ايجابي على علاقاتي مع الكثير حيث ارتقت وتألقت واستمرت .
ولكن الغريب في الامر ان هذا الاسلوب سبب لي الكثير من المشاكل مع اشخاص اخرين ، وعلى سبيل المثال هنالك من يظنني للوهلة الاولى اسخر منه عندما الاقيه بكلمات طيبة ، وهنالك من يقول لي انت طيب بزيادة على اللزوم ، وهنالك من يزيد فوق سابقه ويقول لي انت ساذج ، او يقول لأحد اصدقائي لماذا تصاحب ذلك العربي الساذج وهكذا تتوالى العبارات الغريبة وتأتي الاحكام السريعة تترى وكلها تدور في حلقة الاستغراب من كوني اتحدث بلغة ايجابية او بعبارات مشرقة .
ومن المواقف ايضا هنالك من يواجهني ويقول لي انت حالم نحن في ضيق ومشاكل وانت غارق في التفاؤل والكلمة الحلوة انت في حلم حقا .
ومن الغرائب التي لفت نظري كنت اريد من بنت اختي ان تترك لي الغرفة لمدة ربع ساعة لدي مكالمة عابرة فقلت لها بكل عبارات الود يا صغيرتي استأذنك وكلي اسفا ان تتركي لي الغرفة ربع ساعة او يزيد وانا متأسف مجددا لك واعتذر انني اقمتك من مكانك فقالت لي خالي انت غريب لماذا لا تقول لي ارحلي وكذا…..!
مثل هذه المواقف السابقة السرد والانفة الذكر كثيرة في مجتمعنا وعندما تخالف السائد تجد انك اصبحت غريبا ، والله احيانا اتسأل معقولة ! الكلمة الحلوة اصبحت شيئا مستغربا وأمرا ملفتا .
وجود مثل هذه الافكار في المجتمع يحتاج له عمل كبير وجهد متظافر لكي نغيره ، نحتاج في هذا الزمن ان نبث في قلوب الناس روح المحبة عبر الكلمة الحلوة التي حثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال (قل خيرا او أصمت ) ومن يتابع سيرته العطرة يجد ان حياته مليئة بالتفاؤل والكلمات الجميلة.

حكمة المقال
الحب يسكن في قلوبنا نحتاج فقط ان نتحسس مواطن الجمال فينا لتكون انعكاس على قلوب الاخرين فهنالك تكون الحياة . (حمد )
 حمد عبد العزيز الكنتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى