ماجد الحربي

تسريح 50 ألف موظف سعودي ..!!

“نفيدكم أنه قد تقرر إنهاء خدماتكم؛ وذلك لما تمر به الشركة من أوضاع اقتصادية صعبة، تقتضي الترشيد الوظيفي وتقليص النفقات، نظرًا للخسائر المالية الكبيرة ” !! خطاب تلقاه قرابة 50 ألف سعودي خلال الـ 9 أشهر الأخيرة في القطاع الخاص، مقابل إحلال 172 ألف أجنبي، غير سعودي بدلًا عنهم، وِفقًا لما كشفته التأمينات الاجتماعية ..!! أين الذين كانوا يشجعون أبناءنا على ضرورة الالتحاق بالقطاع الخاص، فهو الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب؟! وهو كذلك، لكن طالما يغيب فيها ما يُسمى بـ “الأمان الوظيفي” فلا نلوم الشباب حينما كانوا ومازالوا يهرولون فُرادى وجماعات على الوظائف الحكومية، وقليلٌ دائم في الراتب، خيرٌ مِنْ كثيرٍ مُنقطع !!
هل نحن أمام أزمة اقتصادية تعيشها بلادنا، عبر تسريح مثل ذلك العدد الكبير ؟! ومن ثم نأتي بغير سعوديين وأجانب ليحلوا مكانهم ؟!! أين برامج السعودة التي كانت تتبناها كثير من القطاعات الحكومية، منها وزارة التجارة ؟! والتي استمرت سنوات طويلة في حث القطاع الخاص بضرورة توظيف الشباب السعودي، هل ذهبت سُدى كل تلك البرامج والفعاليات، وما صُرِفَ عليها من ملايين الريالات ؟! هل سنعود لمرحلة الصفر في كل شؤوننا سواءً في القطاع الخاص، وربما القطاع العام مستقبلًا إذا تم تقليص وتخصيص بعض القطاعات الحكومية كما انتشر مؤخرًا ..؟!!
وخِتامًا .. تسريح عدد كبير من المواطنين من القطاع الخاص، والتأخير في استلام رواتب بعضهم لما يَقرب من سنة، هو نذير انهيار اقتصادي كبير على اقتصاد البلد بُرمته، إن لم يتدارك المسؤولين حل تلك الإشكالية عبر إعطاء الشركات وبعض القطاعات حقوقهم المادية إذا تبقى لهم حقوق، ولا يمكن نرضى أن يتم تسريح شبابنا، شباب الوطن بهذا الشكل المُزريء، فهذا أمر غير مقبول، ويتم استبدالهم بأجانب وغير سعوديين، بحجة ترشيد النفقات، فهذا منطق غير مقبول أبدًا، ويجب حل تلك الإشكالية حتى لا تتفاقم الأمور، وتخرب كثير من البيوت، وتتشرد كثير من الأُسر جراء تسريح السعوديين من وظائفهم، فيكفي ما يُعانيه المجتمع من بطالة كبيرة لم تُحل منذ سنوات طويلة، ومن ثم تحل علينا كارثة تسريح الموظفين، نأمل من المسؤولين تدارك ذلك الأمر سريعًا، حتى لا تغرق السفينة، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه.

ماجد الحربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى