الحرمان الشريفان قبلة قلوب المسلمين ومهوى أفئدتهم يتشوقون لهما ويحنون، ويبذلون الغالي والنفيس من أجل الوصول إليهما والصلاة فيهما.
من أجل ذلك فإنهم عندما يمن الحق -جل وعلا- عليهم بالوصول لهذه البقاع المباركة يتنافسون لقضاء أكبر وقت بالتنعم في أفيائهما، وقد يصدر من بعضهم بعض التصرفات الخاطئة أو قد يخالفون التوجيهات لا عنادًا بل لما غلب عليهم من الشوق ورغبة القرب.
في المقابل، يبذل العاملون في الحرمين الشريفين من موظفي رئاسة شؤون الحرمين ورجال الأمن جهودًا جبارة لا يُنكرها إلا جاحد.
لكن مع اعتراف كل منصف بهذه الجهود إلا أن الملاحظ وجود نسبة ضئيلة لا تُحسن التعامل مع ضيوف الله ووفده، بل قد تسيء وتتجاوز لفظيًا أو جسديًا. وهذه النسبة على قلتها تسيء لكل الجهود المبذولة من كافة الجهات، بل وينسحب ذلك تسخطًا على البلاد وأهلها وقادتها خصوصًا إذا اقترن ذلك بالظلم.
أعلم يقينًا صعوبة التعامل مع زوار البيت المختلفة لغاتهم وثقافاتهم ونفسياتهم، لكن ذلك لا كله لا يشفع للمخطئ إذ إن شرف المكان وشرف المهمة يستلزمان ضبطًا عاليًا للنفس، وحسن تعامل يفوق المتبع في أرقى مرافق خدمات الجماهير لارتباط هذين المكانين الشريفين بالقدسية وبشعائر الدين الحنيف، لذا فالواجب انتقاء العاملين في الحرمين الشريفين بعناية وإخضاعهم لدورات في حسن التعامل مع الجمهور، وأخيرًا التشديد في معاقبة من يتجرأ على أحد قاصدي الحرمين الشريفين، وأن يكون ذلك في حضرة من اعتدى عليه جبرًا لخاطره وحتى يكون العقاب عبرة لمن تُحدثه نفسه أن يفعل هكذا فعل.
في الختام، ينبغي على وزارة الحج والعمرة إيجاد آلية تُلزم قاصدي الحرمين الشريفين من أخذ ورشة عمل عن الحرمين الشريفين ومداخلهما ومخارجهما، وأهمية التزام النظام بهما، والاستماع لتوجيهات العاملين فيهما ففي ذلك تسهيل على قاصدي الحرمين الشريفين والعاملين فيهما، وتجويد للخدمات المقدمة من قبل العاملين في الحرمين الشريفين.
صادق رضا السنوسي
0