اخفق المشروع الإيراني ومنيَ بالفشل وتقلصت مطامع الأمل بتكوين امبراطورية فارسية استعماريه عظمى في منطقة العالم العربي وتصدير ثورتها الخمينية ووصايتها على المذهب الاثني عشري في المجتمعات العربية والتدخل في شؤونها لإحداث التغيير البنيوي والتدجين على مختلف الأصعدة فكرية واجتماعية وثقافية لتتوازى مع الصعيد السياسي والاقتصادي والاستراتيجي لتحقيق الهيمنة والسيطرة على مقدرات المنطقة والتحكم بمستقبلها بنشر الطائفة البغيضة الضيقة المفرقة والتطرف المنتج للإرهاب مما فجر حالة من الحرب والتدمير والفوضى والتهجير والصراعات والانقسامات والألم والوجع والمجاعة والمهانة وصدرت ثقافة الموت وبثت روح الكراهية ونبذت علاقة الجوار والقواسم المشتركة مما جعل الموقف والمصالح العربية تتعامل مع المشروع الإيراني بنظرة الريبة والشك والحذر من افعالهم قبل اقوالهم وانها الخطر الدائم .
نتج عن كل هذا قطع العلاقات او تقليصها مما ادى الى تلقيها كثير من الصدمات الموجعة من جميع دول العالم وزاد الامر سوءا مواقفها التوسعية واستيلائها على بعض العواصم العربية واثارة الاضطرابات في البحرين وسيطرتها وممارستها العنف على إقليم عرب الأحواز واحتلالها على جزر الإماراتية الثلاث .
والأن انتهجت سياسة التلون والخداع بسياسة التقارب مع دول الخليج وقيام رئيسها روحاني بزيارة بعض دول الخليج كسلطنة عمان ودولة الكويت لإعادة رسم ملامح التقارب وتخفيف الاحتقان والعودة الى الوراء قليلا لتقليل أثر السياسة الصارمة العدائية من الادارة الامريكية الجديدة وعدم التوازن جراء بعض المستجدات الاقليمية والدولية بالخطر الأمريكي .
والقلق المتنامي بعودة الحظر الاقتصادي مرة اخرى على بلاده بالإضافة الى ردة الفعل والشعور بالخطر اتجاه التقارب التركي الخليجي الذي ازعجها في ظل تباين وجهات النظر بينهما والبحث عن موطئ قدم يحفظ لها حلمها في نفوذها في المنطقة .
لذلك يتطلب منا اليقظة والحذر من سياسة التقارب الإيراني حفاظا على حاضر المنطقة وحضارتها وتاريخها وثرواتها .
وانتهاج سياسة خليجية ملائمة تقوم على أساس الاحترام لسيادة الدول العربية والإسلامية واحداث تغيير في سياستها رغم صعوبة ذلك قياسا على الواقع القائم.
فيجب علينا البدء في تفيذ بناء المشروع العربي الاستراتيجي المتكامل المستند على رؤى متنوعة ومتعددة قادرة على سد الفراغ العربي الذي تعانيه بلادنا في مواجهة المشروعات السياسية الإقليمية والدولية وبالذات المعادية لوجودنا .
فبات علينا اليوم واكثر من أي وقت مضى حاجةً ملحة ان تتحقق وبصورة عربية شاملة يحشد فيه الطاقات والجهود والإمكانات لتعم مخرجاتها ليس في منطقتنا العربية بل في العالم بأسره.
أ. د. عائض محمد الزهراني