في عام 1959م نشر العالم هرزبرج ( Herzberg ) نظرية هامة سماها بنظرية هرزبرج ثنائية العوامل
أو تعرف بنظرية التحفيز والنظافة ( Motivation-Hygiene Theory ) .
اعتمد العالم على نموذج ثنائي الأبعاد من العوامل التي تؤثر على مواقف العاملين تجاه عملهم داخل الأنظمة أو داخل مجال العمل قد يتحقق من خلالها الرضا الوظيفي للعاملين.
أجريت دراسات عديدة على الرضا الوظيفي للعاملين؛ لتحديد العوامل التي تؤثر في بيئة العمل للموظف وقد تسبب الارتياح أو الرضا، فرضية هرزبرج الأساسية هي أن بعض العوامل تؤدي إلى اتجاهات وسلوكيات إيجابية نحو العمل، وغيرها تؤدي إلى اتجاهات وسلوكيات سلبية نحو مجال العمل.
نظرية ثنائية العوامل ترتبط الفئة الأولى بالحاجة إلى النمو أو تحقيق الذات والتحفيز وتحقيق الرضا الوظيفي وأصبحت تعرف باسم (التحفيز Motivation )، أما الفئة الثانية من العوامل ذات الصلة ترتبط بضرورة تجنب الأحداث غير السارة، وهي العوامل المحيطة ببيئة ومجال العمل والأخطار
المؤثرة داخل الأنظمة وتؤثر على مستوى عدم الرضا الوظيفي وتعرف باسم (النظافة Hygiene)
عوامل التحفيز ( Motivation ) :
هذه العوامل ترتبط بشدة بالرضا الوظيفي للعاملين إذا تحققت قد تحسن، وتزيد الرضا الوظيفي للعاملين وتجعل السلوك إيجابي في مجال العمل وتعتبر عوامل جوهرية وهذه العوامل هي :
1 – النهوض :
أن تنهض بجميع العاملين بشكل تصاعدي وإيجابي نحو التقدم والتطوير تجاه العمل، وبذلك يصبح كل الموظفين إيجابيين تجاه العمل وبذلك يتحقق الرضا الوظيفي.
2- العمل :
أن تكون مهام العمل متوافقة مع الإمكانات للموظف وحسب الوصف الوظيفي
والمؤهل العلمي، وإذا تحققت سوف تؤثر إيجابيا على الإنتاجية والرضا في مجال
العمل أما إذا كانت غير متوافقة فسوف تؤثر سلبًا.
3 – إمكانية النمو :
النمو المهني هو الفرص الفعلية للموظف لتطوير وتنمية المهارات المهنية والشخصية
وزيادة فرص التعليم، والتدريب على التقنيات الحديثة واكتساب المهارات الحديثة
والمتطورة في مجال العمل.
4– المسؤولية :
السلطة والمسؤولية هامة جدا في مجال العمل، طرق اتخاذ القرارات، والحرية في
اتخاذ القرار مهمة أيضا وقد تؤثر على الرضا الوظيفي ، وأيضا الفجوات بين المسؤولية
والسلطة تؤثر بشكل كبير على الرضا الوظيفي وعدم الرضا.
5 – التقدير :
التقدير يحدث عندما يتلقى الموظف الشكر والثناء على أداء عمله بكل جودة إما أن يكون
ماديًا أو معنويًا سوف يؤثر إيجابيًا على الرضا الوظيفي أما اللوم والنقد وعدم إظهار أعمال الآخرين سوف يؤثر سلبًا ويحقق عدم الرضا الوظيفي.
6-الإنجاز:
الإنجاز عامل إيجابي هو أن تحقق نجاحا معينا أو تستكمل مهمة صعبة في الوقت المحدد أو حل مشكلة متعلقة بالعمل هذه النتائج تسهم بتحقيق الرضا للموظف وتغير سلوكه بشكل إيجابي.
عوامل النظافة ( Hygiene ) :
هي العوامل أو الظروف المحيطة بالعمل أو بمكان العمل، وتؤثر على عدم الرضا الوظيفي
للعاملين، وتؤثر على البيئة المحيطة بالعمل وهي عوامل خارجية إذا تحققت قد تحد من
عدم الرضا وهذه العوامل هي :
1 – العلاقات الشخصية :
هي العلاقات الشخصية داخل الأنظمة بين الموظفين والرؤساء والمرؤوسين والزملاء
بشكل عام والمناقشات العامة والاجتماعية في بيئة العمل و أثناء أوقات الراحة.
2 – الراتب :
هذا يشمل جميع أشكال التعويض في مكان العمل مثل الأجور أو البدلات أو زيادة الرواتب،
وينبغي أن تكون سياسات الأنظمة واضحة بشأن الرواتب والعلاوات والبدلات لكل
الموظفين.
3- سياسات المنظمة :
هذا العامل ينطوي على السياسات التنظيمية للمنظمة مثل الهيكل التنظيمي وتفويض
المهام والسلطة والعلاقات الإدارية والإجراءات المتعلقة بأداء العمل للموظفين والمنظمة وأيضًا وسائل وطرق التواصل بين العاملين.
4 – الإشراف :
وتشمل التفويض للمهام والإشراف بالاختصاص أو عدم الكفاءة والنزاهة أو ظلم المشرف وعدم تحقيق العدل لجميع الموظفين وسوء الإدارة والإشراف قد يقلل من مستوى الرضا الوظيفي في مكان العمل.
5 – ظروف العمل :
تشمل ظروف وحجم العمل والبيئة المحيطة للمنظمة وعما إذا كان هناك مرافق جيدة أو سيئة ببيئة العمل مثل المرافق الصحية وغرف الراحة والتهوية والأدوات المستخدمة في العمل ودرجة الحرارة والسكن والأمان والسلامة داخل المنظمة.
استخدمت هذه النظرية لقياس معدل الرضا الوظيفي في دراسات ومهن عديدة، وأثبتت فعاليتها وتم استكشاف والتعرف على العوامل التي قد تؤثر على الرضا الوظيفي، وتحقيق الاستقرار والحد من الاستقالات للعاملين.
د. محمد صالح الشميمري
3 Comments