عبدالرحمن الأحمدي

غرفة مكة وهيئة الترفيه..الفضيلة والخيبة

أن يتبرع أحد قادة هذه البلاد الطاهرة-يرحمه الله- حبا في أقدس البقاع بمبلغ مالي كبير مساهمة في تحمل تكاليف إنشاء المبنى، ويطالب القائمين على المشروع بالتكتم التام فهذه فضيلة، وأن يشارك أحد المحسنين المعروفين في مكةالمكرمة أيضابمبلغ مالي فهذه فضيلة، وأن تعتذر غرفة مكة للتجارة والصناعة وفي الوقت المناسب عن إقامة عروض الكوميدي كلوب فيستيفال على رحابها فهذه في حد ذاتها فضيلة..بل جمعت بين الفضيلة من جهة والشجاعة من جهة أخرى.. فالرجوع إلى الحق فضيلة ،والاعتراف بالخطأ شجاعة تشكر عليها، وتكتب لهابمداد من ذهب. وبالمناسبة ياليت من يستطيع أن يؤكد لنا نجاح المسرحيات الكوميدية المحلية السابقة؛ حتى نستطيع أن نؤكد فعلا نجاح هؤلاء المهرجين على رؤوس الناس.ولاننسى ومن باب التذكير لأهل الفضل والمعروف أن تقديم الخدمات المختلفة لرجال الأعمال هي المهمة الأساس للغرفة فهي بيت التاجر..كما ورد في رؤيتها.

وحين التفكير في استضافة مثل هذه الفرق الكوميدية.. والجميع يرغب في ذلك الترفيه البرئ المتطابق صراحة مع الشريعة الإسلامية السمحاء، وحتى يتم ذلك في الواقع .. فمن المستحسن هنا والأولى أن تناقش الغرفة وتتحدث عن المسؤولية الاجتماعية التي تُفترض على مسؤوليها البحث والمساهمة في المزيد من المناشط المجتمعية على غرار الملتقى الشبابي الناجح”صفقة”الذي أقيم في العام الماضي،والتعاون مع الجمعيات الخيرية، أو الشراكة المجتمعية مع المدارس الحكومية في تدريب الطلاب والطالبات وإعدادهم الجيد للمستقبل،والمساهمة في جلب الرعاة في احتفاليات المهرجانات العائلية المقامة في مكة المكرمة في فترات الإجازات المدرسية، واحتفالات مراكز الأحياء في موسم رمضان والحج،ويأتي على رأس المهرجانات..مهرجان الحارة المكية..والذي أقيم بجهود فردية من المحب المكي عادل أمين حافظ، وغيرها من الأفكار والابتكارات المقترحة.. والتي من الممكن أن تغطي جانب جيد من علاج بعض مشكلات البطالة بين الشباب والشابات.

وفي الجانب الآخر الخائب.. وفي ظل تلك الفعاليات الصاخبة المؤسفة.. المعدة من هيئة الترفيه،والتي انحصر ترفيهها حتى الآن في الأغاني الموسيقية..ولوفرضنا – ونقول جدلا – توافق ماعُرض مع الضوابط الشرعية والتي أصبحت وللأسف شماعة لتبرير كل فعالياتنا..!! هل هذا الترفيه.. هو الترفيه الشامل لعامة المجتمع..؟ أم هو مختص بفئة مُرفَّهة أصلا..؟ فهل يعقل أن يتحمل مواطن عادي خاصة في هذه الظروف القائمة تذاكر تتراوح من الألف إلى الألفين..؟! نعم..ومن جهة ثانية أصبحنا هنا في المجتمع وللأسف نعيش تناقضات عجيبة جدا.. فوزارة مثل وزارة التعليم تفتح أبوابها من الصباح إلى المساء .. من خلال المدارس والجامعات وخلال خمسة أيام من الأسبوع؛ لتزويد الطلاب صغارا وكبارا بالقيم التربوية والمبادئ الفاضلة..فضلا عن تزويدهم بالمهارات التعليمية اللازمة.. تأتي بعدها هيئة الترفيه لتهدم كل السلوكيات الحسنة..ونتسآل حينها ماسبب تغيرأخلاقيات الجيل؛إذا تغيرت سلوكايته إلى الأسوأ.. ونتناسى ماصنعناه بأيدينا..غرفةَ مكةَشكرالتعظيمك البلد الحرام.. شكرا لسماعك رأي العقل والحكمة.أما هيئة الترفيه فكلنا نرغب بالسعادةوالرفاهية وفقا لما ماقامت عليه هذه البلاد المباركة.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

Related Articles

4 Comments

  1. الله يجزاك بالخير
    فعلا شكرا للغرفه التجاريه بمكه لابد ان نعظم البلد الحرام وان اردنا ان ندعم ندعم الاخ الفاضل/ عادل امين حافظ الذي عمل ودفع من حر ماله من اجل التعريف بالحاره المكيه فهنا لا بد من وقوفنا مع هذا الابن البار لمكه

  2. الشكر لله اولا واخيرا لكل من وفقه الله لاعمال الخير في هذه البلاد الطاهره واولهم كاتب هذا المقال نحسبه كذلك والله حسيبه…
    ونحن نعلم ان هذه البلاد قامت وتأسست على كلمة التوحيد والشريعة الاسلامية …ويجب ان يتدارك ولاة امرنا ممثلة في ملك الحزم ملكنا سلمان بن عبد العزيز حفظه ورعاه وامراء المناطق والوزراء والمفتي العام واعضاء هيئة كبار العلماء واعضاء مجلس الشورى وكل من يهمه امن واستقرار هذا البلد…
    ويجب استشعار قول الله تعالى (( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلمووا منكم خاصة))…
    كما يجب الوقوف على حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه …
    قال صلى الله عليه وسلم (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين أسفلها اذا سقوا من الماء مروا على من فوقهم ،وقالوا لوخرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ،فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا )) رواه البخاري.

    واخيرا اللبيب بالإشارة يفهم.

  3. لا فض فوك أيها القائد التربوي الموفق، والإعلامي المبرز، والرجل الذي يحمل هم دينه ووطنه ومجتمعه.
    ???? سدد الله قولك وفعلك وكثر من أمثالك.

  4. …إلا بالمناسبة ، حديقة الملك عبدالله التي كان مخصص لها مساحة كبيرة على طريق الليث والتي سوف تكون اكبر حديقة في الشرق الأوسط … والا شكلهم اعتبروها تعدي على أموال ( الدُّوَلة ) وشالوا الشبك اللي عليها ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button