هيئتا مكافحة الفساد والترفيه بينهما قواسم مشتركة ، وترتبطان بروابط خفية بدأت بوادرهما تظهران للعيان ، فقد استبشرنا خيرًا عندما أنشئت هيئة مكافحة الفساد ، وقلنا للفساد : اذهب إلى غير رجعة ، ولكن ما حصل هو العكس تمامًا ، استشرى الفساد وعصف بالهيئة التي تكافحه ؛ بل امتد شرر مقذوفاته وحممه إلى الهيئات المجاورة ، وبرغم الأرضية الصلبة التي تتمتع بها بلادنا -رغم حداثة سنّها- فإن هناك معاول عابثة عميقة ، هدفها الأول ثلم القيم والموروثات الدينية والمجتمعية ، ولا نعلم تفسيرًا مقنعًا لإقامة حفلات غنائية مختلطة وغير مختلطة ، فالمكان لا يسمح ولا الزمان ، ولنقف أمام أنفسنا بعض الوقفات :
ما موقفنا أمام الله ونحن قبلة المسلمين ؟ ما هو حال ذلك المسلم المشرد الذي ينتظر العون والمساعدة والدعاء ؟ أنغني له أم ندعو له على أنغام الموسيقى ؟ ما الأثر النفسي لجنودنا البواسل الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء إذا علموا أن من يدافعون عنهم يسهرون على الأنغام والرقص ؟ ما حال أولئك الثكلى اللائي فقدن من يعولهم دفاعًا عن الدين والعرض ؟ لا شك أن الغالبية الساحقة في وطننا الغالي لا يقرون ما أقدمت عليه هئية الترفيه من تخبط ، فالإبل لا تورد هكذا ، فهم إمّا يتخبطون بغباء أو بدهاء ممزوج بخبث ، ولذا ما حصل في جدة لا يمت لنا بصلة كشعب يحمل مشاعل النور ويرتقي منابر الهدى ، ولذا ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالشجب والاستنكار لما حصل ، ونحن بدورنا ندلي بدلونا مع دلاء الحكمة ، ودرء المفاسد واجب شرعي ندفع به ما نستطيع لعل أصواتنا تلقى قبولًا وتعيها أذن واعية .
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي
و لسوف يسئلون عما يحدث و نسأل الله تعالى أن لا يؤخذنا بما فعل السفهاء منا ….. ما بال أقوام لا يعقلون
بيض الله وجهك على كل ماقلت الله يكثر من أمثالك حتى تتضح الأمور للجميع.