تُنسج أحلامي من خيوط فجر قلبي الملهوف..
وتذهب بي الأفكار وحيدا إلى أقصى سكرات الهِيام الساحر.. لتأخذني بدِفْءٍ إلى لحظاتٍ جميلةٍ أوقاتِ سكون الليل..حيث تبدأ تفاصيل انبعاث آمالي.. تفاصيل مجمل آلامي..تفاصيل شيقة أنت أصل حكاياتها..وتفاصيل أنت آخر رحلتها.. وترسم في مخيلتي الواسعة أوصاف الحب الخالد.. وتنقش في خفايا وريدي أعذب كلمات العشق المباح مني إليك فقط.. فالزمان زمان الغرام الجديد الوحيد.. والمكان الموعود رحاب الكون الفسيح..ولكل شئ حاجة ورغبة وفي الوصال تتعدد جميع الرغبات والمقصود واحد..!! فتببح النفس فقط للهوى الصادق العناق الأبدي..والعناق المحاط بأطياف الروح الطاهرة..والرباط المقدس..كما تسمح للهوى بكشف كل أسرارها للحبيب الأول والأخير.. ولن أُنقِّل فؤادي في الهوى.. فيكفي هواك الأبدي في دنياي وآخرتي.
هذا عهدي لك.. سيوثق بقيود الحب.. عقود من الصدق والود..تكتب مرة..ولا تُمحى أبدا.. حتى عند أقسى الظروف..وتتجد في كل مرة – في مثل كل ليلة – قرآنًا مشهودًا ..التأريخ الذي لا ينسى بيني وبينك..بين نبضات قلبي.. وبين دقات قلبك.. وبين أحاسيس نفسي ونفسك.. وماذا عنك أنت..أما زلت عند العهد والهوى.. أما زلت كما أنت عند بداية اللقاء الأول..أما عند أول نظرة خجولة.. وابتسامة مرتجفة..وخطوات حائرة..ويد ناعمة لطيفة حانية كحنان عمق مشاعرك ..أتذكرين كل ذلك..؟ أم تلاشي العشق منك..؟ كما تلاشت دموع الهوى من مقلتيك..!! كم يُتعب الحب الصادق روح صاحبه..كم يرهق النبض المحب فؤاد حامله.. في قصص بعض المحبين كان الفراق أجمل من اللقاء وحدوثه..!!وفعلا من الحب ماقتل..!! وأحيانا من الحب ماكان الرحيل أطيب من الالتقاء..!!
آمنت بالقدر من قبل ومن بعد.. وأيقنت أن لكل الأشياء بشائر تستقر في النفس.. وأنت حين حضرتي في حياتي كتبت أول حروفك علنا أمام الغير..وأبحت بما في مكنوني..ولكن لم يكن يعلمون ما أقصد مما كتبت.. ولم يكن يفهمون ما أعني مما سطرت..وحتى أزيد من حيرتهم كتبت حروفك الفاتنة متفرقة في كل إتجاه وجهة..وفي كل مساحة ممكنة..وعند أقرب متسع رجاء.. شَكُّوا في نيتي.. وشكوا في تصرفاتي.. وخشيت أن يشكوا في قواي العقلية.. كله لاجل قربك من حيث لا تعلمين.. ولا يعلمون أن في مخيلتي حروفًا أجمل ما في الحياة من اسم أنثى في هذا الكون لي فيها نصيب وحظ.. ونحن نسير أحيانا في طرقات بعيدة مظلمة تضئ هذه الطرقات الموحشة من حيث نشعر أو لانشعر من داخل تجاويف أعيننا التي لا تكذب أبدا نظراتها ومهما تجملنا وأخفينا ما نرغب إخفاءه.. ولن نستطيع ذلك..أظنك تتفقين معي أن يذهب الوهم عنا بعيدا..وإلا سيقتل حلمي الجميل.. وحينها قد لا أحيأ بعد أبدا.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي