يُعاني معظم الطلاب المستجدين بصفة خاصة وطلاب الجامعة وطالباتها منذ بدء العام الدراسي من تأخر المكافآت بعض الشهور، وعدم تحصلهم عليها في شهور أُخرى ليتم الصرف لشهرين مع بعضهما لاحقًا.
هذا التأخير وعدم الانتظام يُؤثر على الطلاب ومستواهم العلمي فالبعض من الطلاب يعتمد بعد الله على هذه المكافأة في معاشه وسكناه ودراسته، فإذا انقطعت انقطع حبل وريده، بل وأصيب بالشلل.
هذا بالنسبة لعموم الطلاب فكيف بالمتغربين عن أهاليهم ممن يدرسون في الجامعة وأهلوهم خارج مكة المكرمة ؟ بل كيف بالطلاب الوافدين من دارسي اللغة العربية والشريعة من مختلف بقاع الأرض ممن لم يستلموا مكافآتهم خلال الأشهر المنصرمة ؟
مطلع العام قررت الجامعة نقل طلابها الوافدين من مساكن الجامعة الواقعة في أحياء العزيزية والنسيم والعوالي لسكن الجامعة المُقام داخل مقرها في العابدية. هذا السكن يفتقد لأبسط الخدمات التي تحفظ كرامة الإنسان. فماء الشرب غير متوفر مما جعل أحد الخيرين يتبرع ببرادات ماء منذ أشهر لكن إدارة السكن لم تسمح بتشغيلها حتى اليوم. مُعظم ثلاجات وسخانات الغرف لا تعمل والدواليب مكسرة الأبواب ناهيك عن قِدم مُعظم المفروشات وتهالكها، يُضاف لذلك تكدس الطلاب في الغرف ليسكن في الغرفة الواحد أربعة طلاب بسبب قلة الغرف وإلغاء الإسكان الخارجي. أيضًا يفتقد السكن للخدمات الأساسية كالمطاعم والبقالات ومغاسل الملابس؛ مما يضطر الطلاب للتزود باحتياجاتهم من العزيزية أو العوالي على بعدهما وتكلفة الوصول إليهما. الملاحظات على سكن الطلاب الوافدين لا تكاد تُحصر وعندي من الصور والملاحظات ما لا يَسُر إدارة الجامعة نشره فمتى يلتفت مسؤولو الجامعة لهذه الفئة من الطلاب خصوصًا وقد تم اعتماد مئتي طالب جدد سيبدأون في التوافد قريبًا ؟
ختامًا.. يقيني أن سمو الأمير خالد الفيصل ومعالي وزير التعليم لا يرضيان بهذا التقصير فما منحت الدولة المنح الدراسية لهؤلاء الطلاب إلا لتُكرمهم ولينتفعوا بالعلم، ثم ينفعوا بلدانهم واهلهم إذا رجعوا إليهم؛ وذلك لن يكون إذا لم ينالوا حقهم من العناية والرعاية التي تُخفّف عنهم غربتهم، وتعينهم في رحلتهم العلمية.
صادق رضا السنوسي