المقالات

مدارسنا بلا معلمين ” حقيقيين ” !!

فيما يظهر أنه ما زال للتصريحات المستفزة بقية ، ولعل فيما يتعلق بالمعلمين من تصاريح دأبت على نسف كل جهد خلَّاق في الميدان التربوي تحت تعميم أن مدارسنا تفتقد إلى المعلم الحقيقي ، وغير ذلك من التصاريح التي دأبت على جعل المعلم في مرمى هدفها ، مما يمثل تعميما لا محل له من الإعراب ، بل وفيه تجنٍّ على الواقع ، وتبرير جاء على طريقة ” أنا مش مسؤول ” ، مع أن ذلك التصريح – وإن جاء من رأس هرم وزارة التعليم – يلفظه الواقع جملة وتفصيلاً .

في وقت – وإن أشار لسان حال ذلك التصريح على الميدان بأصبع واحد فإن الثلاثة الباقية تعود إلى رأس الهرم، فلماذا لا يوجد معلم حقيقي ؟! وما مواصفات ذلك المعلم ؟! وما جهود الوزارة تجاه صناعته ؟ ثم كيف لكل تلك المعلقات والكلمات الرنانة التي يتداولها صناع قرار التعليم ، وهي تفاخر بالمعلم ، ومنجزاته أن تكون دون أن يكون هنالك معلم حقيقي ؟!

أقول ذلك ، وذات الوزارة تطّلع كل عام على نماذج مشرفة من المتقدمين لجائزة التميز ، في وقت أثق أن هنالك الكثير الكثير ممن لا تعني لهم تلك الجائزة شيئاً ، فلا يتقدمون لها ، مع أن الجائزة تتشرف بهم ، وليس العكس ، فالميدان التعليمي يزخر بنماذج من المعلمين ، هم من أنقذ التعليم بعطائهم ، وتفانيهم ، وإخلاصهم في أداء رسالتهم رغم كل المحبطات ، ومن تلك المحبطات على سبيل المثال لا الحصر، أن شريحة منهم ما تزال لهم حقوق في ذمة الوزارة لم تسدد بعد ، ومع ذلك نجدهم مثال التفاني ، والمعلم الأنموذج !

وعليه فالمعلم الحقيقي في ميدان تعليمنا موجود ، ولكن عندما لا يراه المسؤول فذلك شأن متعلق به ، دون أن أغفل جوانب كثيرة تدعو إلى إحباط ذلك المعلم ، ولكنه رغم ذلك مازال يقاوم ، ويؤدي رسالته بما يمثل حقيقة ” المعلم شمعة تحترق ؛ لتضيء للمتعلم الطريق ” ، فمع افتقاد واقع مدارسنا إلى البيئة الجاذبة للمتعلم ، وازدحام الفصول ، وتسطيح المناهج ، وإلغاء الفروق الفردية في التقييم ، من خلال أن الجميع ” متفوق ” ، كل ذلك ساهم في رداءة المخرجات ، حتى مع وجود المعلم الحقيقي ، الذي يأسف على ذلك الواقع ، ولكنه يكتفي بأداء رسالته ، ثم في النهاية يمتثل لـ ” المخرج عاوز كدا ” .

المعلم الحقيقي لا يفتقده الميدان ، إلا أنه عندما يأتي الإجماع على أن تعليم الأمس أفضل – حد لا مقارنة  من تعليم اليوم ، فذلك يدعو إلى مراجعة شاملة ، تبدأ من التعليم بيئة مناسبة ، والمعلم قيمة وقامة ، والمتعلم راغب أو راهب ، عدا ذلك فإننا سنظل نراوح بين مسؤول وواقع ، وبينهما كرة ثلج ، والنتيجة كما هو واقع إشعار ” متفوق ” ، والطالب لا يجيد كتابة اسمه ! وفالنا تعليم حقيقي ،،،

خالد بن مساعد الزهراني 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بصراحة . يقول لمعالي وزير التعليم لماذا هذه التصريحات الطاعنة في جهود المعلمين والمعلمات وهضم جهودهم بعبارات استفزازية . الوزارة اشغلت المعلمين باعمال ادارية وانشطة ودورات خارج نطاق المدرسة عدة ايام ولم تهتم بمصلحة الطلاب واهملت دروس الاملاء والخط التي هي من صميم العملية التعليمية . وبرعت في اصدار التعاميم المسبّطة للمعلم ثم تطالب بالمعلم الحقيقي اي تناقض هذا يا وزارة التعليم ؟؟؟؟ نرجو من وزارة التعليم اعادة النظر في كثير من التخبطات العشوائية التي اثرت في مخرجات التعليم . والله المستعان …
    عبدالرحمن سراج منشي

  2. كل هذه الاستفزازات تمهيد لسرقة المعلم
    فلما يكثر الحديث واللغط والتصريحااات المغلوطة والمتجنية من القيادات العليا يصبح الطريق ممهدا لاستصدار القرارات التي يغطون فيها تقصير المسؤولين وإشغال المجتمع والناس وصرفهم عن حقيقة فسل ( سياسة التعليم) في سد العجز بتوفير العمل المناسب لمخرجات التعليم وكثرة البطاااالة وضيااااع عمر شبابنا وشاباتنا وهم لا يجدون فرص العمل

    السياسة التي تصم آذانها عن الاستفادة من المعلمين في تطوير التعليم وتصميم برامج هادفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في سوق العمل

    فقالوا نرجم المعلمين بالحجارة ونضع اللوم عليه وننجوا من المساءلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى