العرب بصفة عامة مجتمع محافظ ، والشعب السعودي بحكم تركيبته الصحراوية أيضًا محافظ، وداخل المملكة تتمايز المناطق بحسب التمازج والوجود ، ولا ننكر التمازج إبان القرون المنصرمة كون الناس دخلوا في دين الله أفواجا، ولكن تبقى الصبغة الأساس التي على أساسها توحدت الجزيرة العربية تحت لواء لا إلٰه إلّا الله ، فالمجتمع لا يزال ينكر الاختلاط ، ويكره الفسوق ، وينبذ كل أشكال إخراج المجتمع من ثوبه العتيق تحت أي مسمى ، فالمرأة في بلادنا تتمتع بما كفله لها الله في كتابه ، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وحيًا من لدن ربه ، فمن المستفيد من الزج بالمرأة السعودية بين الرجال ؟ هل سيرضى عنّا الآخر بمجرد تعيين امرأة في منصب قد يشغره رجل ؟ متى ستتوقف المطالبات لتعرية بنت الجزيرة العربية ؟ أفيقوا ..أفيقوا فلن ترضى عنّا الأمم الحاقدة ، ولن يكفوا عن المطالبات ؛بل هي خطوات شيطان ، وطلب يأتي إثر طلب ، والنتيجة عدم السيطرة على الوضع ، فأنا لا أهضم حق المرأة ، فهي نصف المجتمع و أم للنصف الآخر ، ولا ننكر دورها في التعليم ، ولا نجحد دورها في تنشئة جيل يقوم على التربية الحسنة ، فإلى أين يا حفيدات الصحابة ؟ فمؤسسات الدولة لنا كشعب، ولا يجوز لأي مسؤول بمجرد تنصيبه مديرًا أو وزيرًا يعزف على وتر المرأة كي ينال الرضى ، فتعسًا لمن يريد ارضاء البشر في معصية الخالق، وليعلم من يشق طريقه بهذه الطريقة كم سيجني من ثمار الخيبة الآن ومستقبلًا ؟ وهل غاب عن هؤلاء توجه قادتنا حفظهم الله نحو الحفاظ على البلد بكل مكوناته ومقدراته ؟ ولماذا يصرون على التخبط وعندهم علم بأن بلادنا لها أصل ثابت يصعب اجتثاثه ؟
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي