أخبار العالم

وفاة عبدالرحمن حاج أبو اللسانيات الجزائري عن 90 عاماً

الجزائر – عبد العزيز أيمن
توفي صباح الأحد بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة رئيس المجمّع الجزائري للغة العربية ، عبد الرحمن حاج صالح عن عمر ناهز الـ 90 سنة.
والراحل ملقب بـ”أبو اللسانيات والرائد في لغة الضاد” ، حيث تتلمذ على يد أساتذة من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، قبل أن يلتحق بحزب الشعب الجزائري وعمره لا يتعدى الـ 15 سنة .
وبدأ المرحوم مشواره التعليمي في الطب ، حيث توجه إلى مصر ليكمل دراسة التخصص في جراحة الأعصاب ،وكان يتردد على جامع الأزهر الشريف ، ليتم اكتشاف موهبته في اللغة العربية. وبعد حصوله على التبريز في اللغة العربية ، أوكل إليه تدريس اللسانيات في كلية الآداب بالرباط سنة 1960 ، وبعد الاستقلال ، عيّن سنة 1964 رئيسا لقسم اللغة العربية وقسم اللسانيات بكلية الآداب لجامعة الجزائر قبل أن ينتخب عميدا لها إلى غاية 1968 ، وقد تفرغ بعد ذلك للدراسة والبحث في اللسانيات .
وقضى الفقيد حياته أستاذًا وباحثًا في جامعة الجزائر بعد الاستقلال وعيّن في سنة 1964م رئيسًا لقسم اللغة العربية وقسم اللسانيات، ثم انتخب عميدًا لكلية الآداب، وبقي على رأس هذه الكلية حتى عام 1968م .
وفي سنة 1968 عين أستاذا زائرا بجامعة فلوريدا ، حيث التقى بالعالم اللساني آنذاك نعوم تشومسكي، وجرت بينهما مناظرة انتهت لصالح عبد الرحمان.
بعد ذلك تفرغ للدراسة والبحث في علوم اللسان حيث استطاع بمساعدة الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي (وزير التربية الجزائرية آنذاك) أن ينشئ معهدا كبيرا للعلوم اللسانية والصوتية وجهزه بأحدث الأجهزة وأسس أيضًا مجلة اللسانيات المشهورة ،حيث أنشأ عام 1980 ماجستير علوم اللسان .
وفي هذا المعهد واصل بحوثه بفضل المختبرات المتطورة الموجودة فيه وأخرج تلك النظرية التي لقبت في الخارج “بالنظرية الخليلية الحديثة”، وهي مطروحة في الرسالة التي نال بها دكتوراه الدولة في اللسانيات من جامعة السوربون في سنة 1979م.
بعد ذلك تم تعيينه عضوا مراسلا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة ثم انتخب عضوا عاملا به سنة 2003. وسبق للفقيد قبل ذلك أن عيّن عضوا في كل من مجمع دمشق ، ومجمع بغداد ،ومجمع عمان للغة العربية ، كما كان عضوا في عدة مجالس علمية دولية ،
وفاز الحاج صالح سنة 2010 على جائزة الملك فيصل العالمية تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في تحليله النظرية الخليلية النحوية وعلاقتها بالدراسات اللسانية المعاصرة، ودفاعه عن أصالة النحو العربي، وإجرائه مقارنات علمية بين التراث ومختلف النظريات في هذا الموضوع، فضلا عن مشاركاته في الدراسات اللسانية بحثاً وتقويما وتعليما، وجهوده البارزة في حركة التعريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى