تحقيقات وتقارير

ظاهرة البازارات النسائية إلى أين؟

(مكة) – نجاة الحربي

رسمت انطلاقة البازارات أو ما يُعرف بالأسواق والمعروضات الوقتية في مكة المكرمة ، طابعا يتجدد فترة الإجازات او المناسبات الاحتفالية، وسط إقبال العائلات والأسر على مختلف شرائحهم المجتمعية ومدى الأقبال على زيارة تلك البازارات التي تحتوي على منتوجات متنوعة محدودة الأسعار في متناول الجميع، والتي تركز على الملابس وبعض الكماليات النسائية من عطور ومساحيق وبخور وبعض الأطباق الغذائية و المشغولات البسيطة التي تعكف على تصنيعها الأسر المنتجة.

 

ويعد مصطلح “بازار” قديم ويعني “السوق الشعبية”، أو المعرض، أو محل عرض المنتجات قديماً؛ من ملابس وغيره من متطلبات الأسر، ويعد البازار من السمات الاجتماعية الاحتفالية للأسر المنتجة في منطقة مكة المكرمة الحجاز قديماً والتي عرفت بأنها ملتقى الحضارات والثقافات فكانت هي الأشهر في تطبيق فكرة البازارات؛ لتحقيق ميزة تنوع البضائع القادمة من مختلف العالم إليها؛ مما جعلها بيئة خصبة لإقامة مثل هذا الأنشطة التجارية، لدعم إنتاج الأسر المنتجة برعاية القيادة الرشيدة حفظها الله و تتنوع البازارات في مراعاة ذائقة مرتاديها و تستحوذ على اهتمامات المهتمات بالتسوق او استقطاب ذوات الخبرة في مجال الإنتاج المهني.

و واضحت د. نوار البنيان احدى المهتمات بمثل هذه البازارات تعد مثل هذه المناسبات التسويقية المصغرة انطلاقة فعالة للأسر المنتجة في تحقيق كل ما تطمح له وخاصاً الإبداع والموهبة لا يتعلقان بِسِنّ معين؛ فالعملية فقط تحتاج إلى إلمام واسع بثقافة العرض والطلب والبيع والشراء، وجودة الإنتاج , والتنظيم الجيد للبازار والاعلان و الدعاية . كل ذلك من شأنه يحقق النتائج المطلوبة.

 

وأضافت أم هاني المالكي أحدى المنظمات و المشارِكات في إقامة البازارات وخاصة في الإجازات الموسمية الذي يكثر فيه الإقبال الشرائي على الملابس النسائية ؛ او الكماليات لافتة إلى أن البازارات تستقطب شرائح الأسر المنتجة في تقديم منتجات معينة، اوالإكسسوارات، او الانتيكات ومستلزمات المرأة والأفراح، كما تتنوع حجم البازارات بناء على المشاركة وكمية المنتجات .

 

وأشارت إلى أن البازارات تتنوع في استقطاب العائلات او الفتيات، ونوع البضائع المعروضة ووقتها، واحتياجات العميلات، وحتى الحي؛ لأن لكل منها وقت وعرض معين ومعروضات خاصة لكل منتجة، وكلما كانت المعروضات جاذبة كان الإقبال أكبر، ويتسنى للمشتري رؤية ما يحتاجه بنفسه وفي أقصر وقت ممكن.

 

من جانبها عدت مديرة نادي مدرسة الحي بالشرائع بمكة تنظيم البازار الخيري الخامس ليكون مفهوماً مجتمعياً وفرصة للتواصل مع المؤسسات الاستثمارية وطرقاً جيدة للتأهيل لسوق العمل و تقديم كل الإمكانية المتاحة لتحقيق جودة التسويق والإعلان ؛ مشيرة إلى إن البازارات تُعَدّ فرصة جيدة لهذه الأسر ذات الدخل المحدود؛ نظراً لارتفاع تكلفة تسويق المنتج في السوق المحلي، وفي كثير من الأحيان يذهب جزء من ريع هذه البازارات للأسر الفقيرة والمحتاجة؛ لمساعدتهم على قضاء حاجاتهم”.

 

وأشارت إلى أن مثل هذه المناسبات والاحتفالات لحركة البيع والشراء و التي يدعمها بازار نادي الحي، معايشة حقيقية ومشاركة فعالة للأسر المنتجة وتقديم كل ما من شأنه تطوير الإنتاج والدعم ،وبيئة خصبة للأسر المنتجة لتسويق منتجاتها؛ لأن استئجار الأمكنة فيه يعتبر رخيصاً ورمزياً. وصقل المواهب والثقة بالنفس.

 

واوضحت الهدف الأساسي من إقامة البازار التي تتراوح مدة إقامته بين يومين إلى اربع أيام متواصلة، يساهم في تحقق رؤية المملكة 2030 لزيادة عدد المواهب والموهوبات من بنات الوطن، وتكثيف حركة الأسر المنتجة الاقتصادية، وتشجيع كل الأسر المنتجة على العمل والإنتاج واستغلال الوقت بما يعود بالنفع والفائدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى