صلاحيات لرجال الأمن

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء الثامن من جمادى الثانية، مقطعًا يوضح اعتداء أفارقة على رجل أمن من رجال مرور محافظة جدة، عندما كان يؤدي واجبه الوطني في دوريته السرية على كورنيش جدة، وقد نجا العسكري ولله الحمد من الدهس الذي تعرض له من أحد الأفارقة الذي كان يستقل دبابًا من تلك الدبابات التي انتشرت على الكورنيش بشكلٍ مزعج لجميع مرتادي البحر الأحمر .. وكان الناس في بداية الأمر يتضجرون من تلك الدبابات المزعجة والخطرة التي عكرت عليهم صفو متعة التنزه على الكورنيش .. أما وقد امتدت الأذية بل الاعتداء على رجال الأمن، فنحن أمام ظاهرة إجرامية وخطر محدق من أولئك الأفارقة المجرمين الذين لا يقلون إجرامًا – في نظري – عن إجرام الإرهابيين من الدواعش، فمن شاهد المقطع لابد أن يدرك حجم الخطر على رجال الأمن، لقد اتجه ذلك المجرم بدبابه مباشرة وبسرعة قصوى إلى العسكري الذي ترجل عن دوريته كي يزيح الأذى عن الناس، فإذا بصاحب الدباب يصدمه مباشرة في الوجه مما أدى إلى سقوط وارتطام العسكري بالأرض، وكادت تلك الصدمة تؤدي إلى وفاته، لولا لطف الله ورحمته، ومن هنا يتضح لمشاهد المقطع بأن الأفريقي كان ينوي قتل العسكري عمدًا، وبالتالي فإن ذلك الاعتداء يعد محاولة للقتل العمد، وينطبق عليه شرعًا ما ينطبق على القتلة باستخدام السلاح .. ما أود أن أصل إليه وأؤكد على ضرورته، هو تسليح جميع رجال الأمن، وفي كل القطاعات، ومنحهم الصلاحية الكاملة في استخدام السلاح بإطلاق النار على كل من يحاول النيل منهم أو تعكير صفو الأمن، فرجل الأمن عندما يؤدي واجبه فهو لا يمثل نفسه، بل يمثل الدولة ويحمي وطنه، وبالتالي لابد من دعمه وحمايته من عدوه وعدو الوطن .. أما أن نكلف العسكر بالمهام الأمنية بدون سلاح، ونجعلهم مكتوفي الأيدي ومنزوعي الصلاحية عن حماية أنفسهم من المعتدين، فذلك – في اعتقادي – لا ينبغي ولا يجب أن يكون .. بقي أن أوجه النداء إلى القيادات الأمنية وأقول لهم .. امنحوا رجالكم الصلاحية وحملوهم المسؤولية، ولتكن أوامركم لهم مستديمة ومقننة بإطلاق النار عند الضرورة على أرجل المجرمين لتعطيلهم دون قتلهم، مالم يقم المجرم بتبادل إطلاق النار .. فنحن في زمن مخيف وحقبة مختلفة عما مضى، ومن يعتدي على العسكري ويحاول قتله فهو مجرم مهما اختلفت وسائل القتل .. حفظ الله بلادنا وأمننا ورجالنا من كل سوء، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
د . جرمان أحمد الشهري