همسات الخميس
ولك أن تقول: سفوح البِلْسِن أو البُلْسُن أو سفوح البلس وكلها تعني العدس ولكن لهجتنا المحلية ثرّية مثل جدتها الفصحى، وكلمة العدس في السراة لا تستخدم إلا نادرا رغم أنه من أشهر محاصيلهم التي يتزامن موسمها مع موسم القمح والشعير، ورغم ورودها في القرآن الكريم، ورغم وجود حشرة طيّارة يسمونها أم عدس.
المتوفر الان من البوسن نوعان، أحمر منزوع القشرة، وداكن بقشرته يُسمّى في البندر “أبو جبّه” وكلاهما من الهند ومن تركيا وقليل من الداكن يأتي من اليمن، أما المحلي فنادر جدا، وهذان النوعان لا علاقة لهما بمضمون هذا المقال، فالذي أعنيه هو العدس الأخضر، العدس بعد شهرين ونصف من زراعته، يكون قد ارتفع بضعة سنتميترات عن الأرض وخرجت أكياسه التي تحمي حبات العدس داخلها.
تلك الأكياس تأتي مفردة الحبة وتأتي متعددة الحبوب لكنها لذيذة جدا، كنّا نتحيّن غِرّة أهلنا لنأكلها خضراء، وهم قد حزموا أمرهم على الانتظار حتى تمام الأشهر الثلاثة فينضج ويقبل التخزين وسائر إجراءات النفع، وسفوح السراة اليوم تصلح لزراعة ذلك المحصول وغيره، لو امتلك أصحابها قدرة على ذلك، ومن أهم مفاتيح القدرة استخراج صكوك ملكية.
الصكوك في جبال السراة صعبة المنال، لكنها لو خضعت لدراسة واقعية لأمكن اشتقاق صكوك خضراء لا تسمح بأكثر من تيسير الإدارة الزراعية في السهل والجبل، وعند الحاجة لغير ذلك يمكن ترقيتها إلى صكوك بيضاء تمنح حاملها حقوق الملكية الكاملة بكل استحقاقاتها كالتعويضات ونحوها. الصكوك الخضراء تكون قليلة الإجراءات وتتيح التعامل مع البنك الزراعي ولا تخدم المزورين الطامعين، والصكوك الخضراء تقبل الترقية إلى بيضاء بعد سنوات من الصكوك الخضراء فيغدو منحها أمرا مأمونا.
وإذا امتلك الناس صكوكا زراعية ظفروا بالقروض السخية التي تطرحها الدولة، وإذا امتلكوا القدرة زرعوا سفوح الجبال تحت متابعة وارشاد الجهات المعنية، وإذا اخضرت السفوح ضمنت السياحة مواقع سياحية طول العام، يأكل منها السياح وتأكل معهم عيونهم، وينتفع أهل الأملاك بأملاكهم.
محمد ربيع الغامدي