المقالات

أوراق لشفيف القرى

غزال من ذهب

واثقة كالملكات ياحبيبتي حين تمرين من أمامي
كطيف لذيذ أو كعصفور يملأ الفضاء غناءً وشدوًا
تهتز من أجله أغصان قلبي وأهداب عيني
وتعشوشب الخضرة البهية بين جوانحي
البحر يفسح لك صدره؛ كي تذكرينه بحكايات نسجها من قرون قديمة، وحين رآك اغتسل بالضوء .. اغتسل بالبهاء
حبيبتي.. لم الأشجار تثني جذوعها نحوك
حين تشمخين كغزال من ذهب؟
هل لأن وقع قدميك يشبه رنين الموسيقى؟
أم أن ثمة دفء اكتشفته الأرض وأوحت للهواء
لتشكل لغة باذخة تليق بك؟
من المكان نفسه يمرين نسوة كثر
الهواء لم يتغير والشجرة الباسقة واقفة والأرض لم تنبض
إذا ما الذي غير كل شيء
للجسد لغة لم يتعلمه في المدارس
تلك اللغة الهام لا يقدر عليها إلا مثلك فقط
كنت أتخيل الأرض دونك
أتخيلها هباءً
أتخيلها جفافًا
فكنت الارتواء
كنت القصيدة التي لم يكتبها الشعراء
وكنت الوردة التي اختزلت عطر الأزهار
وكنت الضوء الذي يتولد من الضوء
وكنت اللغة التي انسكبت برحيق الشعر
تعلمت من مرورك البهي من أمامي
بأن المرأة يمكن أن تقبض على جمرة الشوق
لتنثرها رياحين وسنابل ورعود
ويمكن لقلبي أن يستقبل تلك البروق وتلك الرعود
إلا أنني لا أتوقع بأن يصمد
فهذا قدري مع الجمال
بل هذا قدري مع امرأة تمر واثقة كالملكات
دون أن يرمش لها طرف دون أن تكترث دون أن تشعر بأن ثمة شخص قد أحالته إلى تمثال يرتجف

القمر العاشق والمعشوق

في مساء بهيج انسدل ضوء القمر كشلال فضي
أثار أشواقًا حرى كانت حبيسة غرف قلبي
ذلك القمر وحده القادر على نكء الجراحات،
القادر على تهيئة فرصة حب مع عذراء الجبل،
وحين تبدى بكامل استدارته كوجه امرأة حسناء، ناجيته قائلًا: أما تكف عن البوح بأسرار العاشقين؟
كانت غيمة ماطرة ترقص جذلى وتسكب دمعها، حتى خُيل لي أن ثمة عناقيد فضية تشد أهداب السماء، القمر حزم كل أهات المحبين، وقذف بها في الفضاء لتُشكل وردة تمنح الأرض والناس والأشجار أريجها الفواح هكذا القمر يدفع العشاق لأن يلتمسوا الشوق من وجهه الباهر، ليمنحهم الحب والطمأنينة. في هذا المساء تبدى وجه القمر بشكل مختلف ليؤكد قدرته على دفق الحياة بأهم أسرارها وهو الحب.. الحب الأزلي من عهد ليلى وما قبلها حتى آخر امرأة تعيش على سطح البسيطة..
القمر هو العاشق والمعشوق..

الصوت الوشل

صوتُها ترانيم وشل استيقظ على غناء بلبل يعشق بواكير الصباح، هكذا أظن، بل أجزم بأن صوتها اقتطفته من أكمام ورد يشبه الحلم اللذيذ، ياااالروعة هذا الشدو إذ لم يُخّيل لي إنني سأكون في خدر إلا بعد أن تماهت حروفها، عندها استكان حلمي ليصبح مشتتًا وثائرًا، إن قلت بأن صوتها تجسّد في شكل بحر لربما غضب البحر واستحال إلى موجة عارمة، لذا سأترك المقارنة كي يمر صوتُها كأجمل شيء.. كأحلى شيء.. كشيء لم أستوعبه..

جمعان الكرت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى