عبدالله احمد الزهراني

الاتجاه شرقاً .. خيارٌ المملكة الاستراتيجي

زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ الحالية لست دول في شرق آسيا تؤكد أن المملكة العربية السعودية تبنت استراتيجية الإتجاه شرقاً لإعادة اكتشاف ذاتها و استثمار ثقلها ومكانتها السياسية والاقتصادية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي . ويأتي التوجه الجديد للمملكة في مرحلة تاريخية تعصف بالمنطقة والعالم لتأكد أن السعودية تملك العديد من الخيارات و ستسلك طرق جديدة في التعامل مع تطلعات ومشاكل وتحديات المنطقة والشعوب العربية بحثاً عن رؤى جديدة و شراكات أوسع لعلها تساهم فيما عجز عنه أو فشل فيه الحلفاء القدامى و تتزايد أهمية هذا التوجه للمملكة بعد تراجع إهتمام أمريكا بالشرق الأوسط وانكفائها على ذاتها . إن دول شرق آسيا و بالتحديد الصين واليابان ليس لها تاريخ استعماري أسود كالغرب الذي ساهم في تخلف العالم العربي و نهب ثرواته و أخضعه للهيمنة والابتزاز و لم تفرض كالغرب سقف على طموح شعوبنا الساعية للتطور وامتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا و الأهم لا تخشى من قيام وحدة عربية حقيقية ؟! لقد استطاعت النمور الأسيوية تحقيق نهضتها بالشراكة مع اليابان التي لم تفرض عليهم البقاء كمجتمعات استهلاكية و إنما حرصت أن تنقل لهم التكنولوجيا فكانت النمور الآسيوية وفي المقابل ماذا جنت الدول العربية من تحالفها مع الغرب و ماذا أعطانا الغرب ؟ وفي ذات الوقت الذي يقوم فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بجولة آسيوية تشمل ست دول و بدأت من ماليزيا ثم إندونيسيا واليابان والصين حاليا ثم سيزور الملك سلمان بعد ذلك المالديف وجمهورية بروناي يقوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد بزيارة هامة وتاريخية للولايات المتحدة لتأسيس مرحلة جديدة من الشراكة وفق المصالح العليا المتبادلة بين البلدين الحليفين .

إنها السياسة الخارجية السعودية التي تقوم على أساس الانفتاح على الجميع أخذاً وعطاءً للمساهمة في حفظ الأمن والسلم الدوليين و المشاركة في تأمين المستقبل الزاهر للأسرة الدولية بدافع من ديننا الإسلامي الحنيف و تعاليمه السمحة .

Related Articles

2 Comments

  1. مقال جميل وفعلا الشرق ليس له اطماع مثل الغرب وجه الاستعمار والعداء لكل مسلم وإسلامي

  2. مقال
    يتسم
    بالعمق
    والشمولية
    كتب بمداد
    عشق الوطن
    أ.د. عائض الزهراني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button