النينو والنينا ظاهرتان مناخيتان طبيعيتان، تبدآن على شكل تيارات مائية صغيرة، ما تلبث أن تكبر بالتدريج حتى تصبح كتلا مائية ضخمة، تنتقل من جهة إلى أخرى، وتتسبب بأضرار مادية وبشرية كبيرة، ويسمي أهل التخصص تلك التيارات الضخمة بالأعاصير..
النينو والنينا في الإسبانية وبعض اللغات اللاتينية، كلمتان تطلقان على الطفل الذكر والطفل الأنثى على التوالي، بينما نجد الفراعنة يطلقون مسمى (النونو) على الصغير، ذكراً كان أم أنثى، وصرنا نتداولها أيضا في عالمنا العربي..
وفي حياتنا المعاصرة أيضاً ظواهر لكنها غير طبيعية، تبدأ صغيرة، ما تلبث أن تكبر إن لم نتداركها بالتخطيط المبكر والمكافحة، حتى لا تصبح وتمسي كالاعاصير في خطورتها، لذا لابد لنا من وأدها في مرحلة (النونو) قبل أن يستفحل ضررها..
الأسبوع الماضي شهدت المملكة ثلاث ظواهر غير طبيعية، منها ما كان مسرح أحداثه على الساحل الغربي وتحديداً في محافظة جدة، حيث قامت مجموعة طائشة بالاعتداء على رجل أمن، مما يشكل سابقة لم نعهدها في بلدنا الآمن بفضل الله أولا وأخيرا، ثم بحنكة رجالاته ونسائه، هي ظاهرة في مرحلة ( النونو) تعامل معها مستشار ملك الحزم أمير منطقة مكة (إبن الفيصل) بجدٍ وحزم، هذه الظاهرة لا يجب أن نهملها، بل يحتاج الأمر إلى تضافر جهود عدة قطاعات لدراسة التركيبة الديموغرافية للمنطقة، وتفكيكها ومعرفة مسبباتها والعمل الجاد لمنع تكرارها..
وسط السعودية وتحديداً مدينة الرياض، أيضا شهد ظاهرة لا تقل خطورتها عن العواصف الترابية التي هبت على المنطقة، حيث فوجئ سكانها بوجود ( أسد) سائب في منتصف أحد الطرق الرئيسية، وهي ليست الحادثة الأولى، فقد تم رصد نمر وذئب قبل ذلك، هي ظاهرة في (مرحلة النونو)، يجب إخضاعها للدراسة والتحليل النفسي وراء انتشارها، والتصدي لها بقوة و معاقبة المخالفين حفظاً لسلامة أرواح السكان، وحث المواطنين على إبلاغ الجهات الأمنية عن المتجاوزين، خاصة وأنه قد صدر أمر سامي كريم، ينص على منع إستيراد الحيوانات المفترسة، كالأسود والنمور للاستخدام الشخصي أو التجاري، والسماح (للجهات الحكومية فقط)..
أما الساحل الشرقي فقد شهد أقوى تلك الظواهر والتي كشفت لنا عن قصور في التخطيط والتنسيق بين وزارات التعليم والتخطيط والعمل والخدمة المدنية، ظاهرة كنت أتوقع نقاشها في مجلس الشورى وعلاجها في مرحلة (النونو) لأنها إن كبرت، ربما تقتل طموح أبناء الوطن، بعد أن علموا عن مصير امرأة درست في كندا وأستراليا، وعادت بشهادة الماجستير في تقنية النانو لعلاج السرطان، لينتهي بها المطاف بائعة للشاورما على شاطئ الخليج..
أحد الظرفاء علق قائلا: إنها لا تملك (فكراً ولا رؤية)! فهل ضربها أحد على يدها لتنال شهادة الماجستير في (النانو)؟ لو أنها جلست في بيتها واهتمت (بالنونو) لأصبحت الآن من رائدات الأعمال، ومسؤولة عن عدة فروع لبيع الشاورما، كمثيلاتها بائعات الشاي..
عبدالإله الشريف