لا شك أن القبيلة في المملكة العربية السعودية، تشكل جذرا أساسيا وركيزة هامة من ركائز المجتمع السعودي، وبالتالي فهي تمثل مع كافة أطياف المجتمع حاضرة وبادية، نسيج اجتماعي موحد يتمثل في الوطن الكبير ، وهذا الوطن العظيم هو القلب النابض والعمود الفقري، الذي يحتضن تحت لوائه كافة مكونات المجتمع السعودي .. أسوق هذه المقدمة الحقيقية، من أجل التنبيه إلى ظواهر سلبية قبلية بدأت تتسلل إلى أعماق المجتمع، بطريقة مخيفة وغير مفيدة، ومن تلك الظواهر ظاهرة الاحتفاء المفرط بأمجاد القبيلة، من خلال حشد الشعراء لمدح القبيلة التي ينتمي لها الشاعر والانتقاص من القبائل الأخرى، وهذا الأسلوب يبرز العنصرية ويعزز الجاهلية، ويظهر التباهي والتفاخر والتحدي، مما يؤدي إلى ترسيخ الأحقاد والضغينة والكراهية بين أفراد تلك القبائل المقصودة بالمدح والذم ..
ولعل ما سمعناه مؤخرًا من خلال ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بارتكاب جريمة قتل من أحد أفراد قبيلة ( ما ) لأحد أفراد القبيلة الأخرى، وذلك بسبب شاعرين هجاء كل منهما قبيلة الآخر بأسلوب وقح، اعتمد على وتر النعرات والافتخار بالذات والتقليل من شأن القبيلة الأخرى .. ومع شديد الأسف، قد يكون للقبيلة دور سلبي في المساعدة على ارتكاب جريمة القتل بطريقة غير مباشرة، وذلك من خلال ما يسمى بالوقفة مع القاتل ودعمه بالملايين التي تعتق رقبته من القصاص، عندما تجمع القبيلة تلك المبالغ بحجة إن ذلك القاتل لم يرتكب جريمته إلا دفاعا عن شرف القبيلة !!!
والظاهرة القبلية السلبية الأخرى، هي استخدام الأسلحة النارية من البنادق والمسدسات والرشاشات في بعض مراسم الاحتفالات والمناسبات التي تقيمها القبائل، مما قد يعرض حياة الناس الحاضرين للخطر بسبب طلقة أو طلقات طائشة تقلب الأفراح إلى أتراح، ولو سألت أحدهم لأجابك بأن السلاح مرخص !!!
ولهذا فإنني من خلال هذا المنبر الإعلامي، أناشد المسؤولين، بالانتباه إلى تلك الظواهر السلبية، والسيطرة عليها قبل أن تستفحل، وذلك بتقنين وتنظيم إقامة الاحتفالات، وتوعية شيوخ القبائل بضرورة ترشيد الشعراء، ومنعهم من الشعر الذي يؤدي إلى الفرقة والتناحر ، ومنع استخدام الأسلحة النارية نهائيا حتى لو كانت مرخصة، فالترخيص كما نعلم هو مقنن لاستخدام السلاح في الدفاع عن النفس في حالة التعرض للخطر ، وليس للاستعراض والتباهي في المحافل، حفظ الله بلادنا من كل سوء ، ووفق الله ولاة أمرنا إلى كل خير .
د . جرمان بن أحمد الشهري.
مقال واقعي تحذيري رائع لسان حاله يقول ليت قومي يعلمون
وأود أن أضيف أن استغراق الشاعر في المدح لقبيلته واصراره على الذم للإخرين سواء عن طريق التعميم او التخصيص يجعل المتلقي ينغمس في اللاوعي واللا شعور فيتباهى لدرجة انه لا يرى غيره أو ينغمس في الحقد فيراه حقًا ودفاعًا عن شرف توهمًا
بورك قلمك أستاذ جرمان
وبارك الله فيك ، على مداخلتك الضافية .
هلا اخوي انا ارى انه من افظع السلبيات عند قبيلة بني شهر ما يسمى باللعب في المحافل والأعراس .
حيث ان هذا الفن على ما اظن عند مشاهدتي له لا يليق بالرجال فهو الى فن النساء اقرب او خاص بهن.
التمايع والتمايل ليس من شيم الرجال ..أقول ذلك حباً لهذه القبيله ودمتم سالمين.