منذ انفجار الأوضاع في تونس بعد أن قام الشاب التونسي أبو العزيزي بحرق نفسه أمام برلمان سيدي أبوزيد انطلقت شرارة تغيير الأوضاع في العديد من البلدان العربية التي كانت تنتهج سياسات لاتبالي بتجويع شعوبها؛ لتزداد القطط السمان من الفئات الحاكمة وما حولها من الشخصيات المتسلقة والتي تجني الثروات بلارقيب تحت مظلة السلطات.
وكما يقولون في المثل العربي القديم ” الجوع كافر ” نعم الجوع كافر ويقتل كثيرا من الفضائل في قلوب الناس، وينهي كل الأحاسيس الجميلة في حياتهم.
غفلت تلك الحكومات عن شعوبها ولم تلق بالا للتنمية بما يكفل حياة كريمة لشعوبها فانطلقت تلك النفوس المضطهدة، وكسرت قيد السطوة والإخافة لتنطلق شرارة الشعوب فتقلب عروش حكامها، حكام لم يتوقعوا أن يزول حكمهم في بلادهم وأنهم لم يقتلوا أو يشردوا أو يذلوا في السجون والمحاكمات.
هذه الدول التي بدأت شرارة التغيير فيها من ساحة أبو زيد في تونس ضيقت على شعوبها في أرزاقهم فغابت كل المثاليات وإشعارات الوطنية الهشة، وليت بدلائهم في الحكم يستوعبون الدرس جيدا ولايكرروا السياسات الفاشلة التي آخر اهتماماتها حل مشكلات شعوبهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية نعم ربيع تلك البلدان كثر شوكه وفاق ورده في العدد والعدة، ويكفي النظر للمدن السورية وكم نالها من دمار ولتشاهد ليبيا ومافيها من اقتتال.
وكم ؟ وكم ؟ من صور البشاعة في تلك البلدان من قتلى ومشردين وجوعى ومهجرين ؟
نعم شوك الربيع العربي فاق ورده وشذاه، فليكن الحاضر درسا للمستقبل حتى لاتتكرر المآسي في حياة الشعوب.
حمود أحمد الفقيه