آباء يودعون أحبابهم من الصباح الباكر إلى محاضن التربية.. بعد تفكير مجهد في ليلة الغبار الثائر..وأمهات متوجسات وعلى صراع مع أفكارتأخذهن إلى أبعد مايمكن..عل أحدهم ولو في مجمل الوقت الضائع يفسح عن القرار المسموح السيد “تعليق”..وأبناء يستقرون في حجرات التعليم..ولاحول لهم ولاقوة.. وبناتٌ أضعفُ من أن يكنَّ في مواجهةِ ريحٍ عاتية.. ولكنّها هي الاقدار المسيَّرة تفعل بنا ماتشاء.. “ومدار”القاسي يترقب الصدورالبريئة الوديعة بحثاعن مسالك النفس العميق..فقد أتى متأنيا من أقصى الأماكن..ولم يأتي فجأة أو خلسة بعد أن حرّكهُ من يفعل مايشاء..وفي أي وقت يشاء.. وهنا آخرين من المعنيين أنفسهم أسكتوا أصواتهم.. وغضّوا أنظارهم وكأنَّ الشيء لايعنيهم كثيرا..وبقت الحيرة والذهول والدهشة مرسومة على مُحيّا من هم في جوف الميدان..وأصبحوا كالذي يقود عربة في الطرقات وسط الضباب الكثيف فلا يستطيع الرجوع إلى الخلف..ولا يستطيع الوصول إلى آخر المسافة وكل من يرتبط بهم يشاهدونه ولا يقدموا له يد العون .. أو كالذي يصارع أمواج البحر..الجميع ينتظر خروجه وطوق النجاة بأيديهم..!!
في أوقات حقائق اتضاح التصرفات الخاطئة للكارثة تظهر مبرارات سخيفة..وتعلن أرقام كاذبة.. وعلى طريقة رخيصة..ليمرض البعض في سبيل حضور الأغلب..وهناك نظرية النسبة والتناسب.. ولكن بكل أسف في أرواح البشر.. يظهرالمسؤول الأول بالقرب من ركام المصيبة ليخبرنا أن الأمور سائرة وعلى طريقة ذلك الغريق في الوحل الرافع أصبعه الأخير ليؤكد أن الأمور على مايرام.. ياطويل العمر..فجور بعد كذب.. ونفاق بعد استخفاف بالعقل.. وبينهما طاعة عمياء صماء..لك الله ياوطن فمن اعتلى الهرم لا يملك الشجاعة في إتخاذ القرار..خشية ممن أوصله إلى القمة.. أنْ يُنْزله ُإلى أقصى القاع.. بعد أن تناسى من هم في القاعدة.. ولك الله ياوطن نتحدث عن الحب والوفاء لك..ونحن أساسًا لانعرف الوصف الحقيقي لحبك..فنحن من الآخر نجيد الغناء الفاسد.. وعلى المواطن المسكين الصبر عند حدوث القضاء..فمن يمرض أو حتى يموت فهذا قدره لا أكثر ولا أقل..!!
في حال حضور شبح الخوف وقلة الشجاعة للمُؤْتَمِن..ووقت قرب ظهور خيوط الفواجع والمصائب على من هم في ذمته..يستحب إتخاذ القرار المصيري في هذه الأثناء..فيمن ألزمنا الله رعايتهم..ونكون بذلك نحن أصحاب التعليق لهذا الغبار المرهق.. “فمدار” على ألمه وجبروته..إلا أنه يتصف بالعدالة والمصداقية التي افتقدها البعض..فهو لا يفرق أبدا بين صغير وكبير..ولا بين رئيس ومرؤوس..ولكن من سوء حظ “مدار” أن ذلك المسؤول يقبع على الكراسي الوثيرة..وخلفه الأجساد الصامدة.. ذات العقول المقيدة.. وعلى طريقة الوضع سليم طال عمرك .. وكله تمام طال عمرك..ولا يستوجب هذه الضجة العجيبة..ولا الأصوات العالية..بل من الممكن استنشاق ذرات الغبار وبهدوءٍ جميل.. وتأني رائع..و كل “مدار” زائر ونحن في سوء تصرف..عفوًا ونحن بخير ياوطن.
محمد عبدالقادر الأحمدي
المفروض اولياء الامور هم من يتخذ قرار تعليق الدراسة وليس الوزير ….
بمعنى كل واحد وزير في اهله …
في كثير من أصحاب ( طول الله عمره ) حياتهم خارج عن فطرة العامة من الخلق.. نسأل الله اللطف