الثقافية

الصديقة الخائنة الخبيثة

علاقة محرمة ..
لازلت أذكر كيف تعرفت عليها ….
كان ذلك عندما كنت فتى شابا يافعا ..
كانت بمثابة إمتحان لإثبات رجولتي …

عندما حاولت التقرب منها والتعرف عليها إنتابني شعور بالخوف والرهبة والخجل ازداد مع ضحكات أقراني وهم يهزؤون بي ويتهمونني بنقص الرجولة !!!!
لم تكن صعبة المنال .. كانت تتجاوب معي وتصبر على جهلي وحماقتي وقلة خبرتي في التعامل معها …

أخيرا نجحت في اتخاذها صديقتي التي لا أرى الدنيا إلا من خلالها .. أحببتها بعنف …وكلما ازددت منها قربا ازددت لها حبا وتعلقا …
في ذلك الوقت لم ألتفت إلى النصائح والتحذيرات من عواقب هذه العلاقة الخبيثة المحرمة …!!!

أرجوا المعذرة على صدقي وصراحتي … ولكن هذه هي الحقيقة !!
استمرت علاقتي بها وشغفي … كانت هي الحياة بالنسبة لي ..
عندما أكون سعيدا تكون بجانبي فتزداد سعادتي !!
وفي لحظات حزني تكون بقربي تواسيني !!!
وفي وحدتي تكون معي تؤنسني ..!!
عندما أستغرق في التفكير تكون عونا لي على التركيز !!!
عندما تواجهني مشكلة ألجأ إليها فتساعدني على حلها !!!
عندما تمطر السماء ويكون الجو في غاية الروعة والصفاء .. ألمسها بيدي لأرى جمال الكون من خلالها ومقرونا بها .!!!!

كانت تقول لي بلسان حالها : سأحرق قلبك !!
كنت أضحك ساخرا .. وأقول في نفسي ومن أنت حتى تفعلي هذا بي ؟؟؟
ثم أتخيلها تطلق ضحكات شيطانية شريرة … على صوت أغنية تقول بعض كلماتها ((زيديني موتا عل الموت إذا يقتلني … يحييني…)) ولا أكترث ..!!
كانت صادقة …
لقد بدأت علاقتي معها سرا فلا يعلم بهذه العلاقة إلا القلة من أصدقائي سامحهم الله …
أما الآن فقد تزوجت ولا تزال علاقتي بها يعلم بها الكثير حتى … زوجتي !
هذه الزوجة المسكينة .. حاولت جاهدة أن تضع حدا لهذه العلاقة … فلم تفلح ..
لقد أدركت أنا أخيرا وبعد كل هذه السنين أن هذه الصديقة الخائنة الخبيثة قد كانت بالفعل تعني ما تقول فقد دمرتني وأحرقت فؤادي والمصيبة أني أصبحت غير قادر على فراقها … يا لهذه العلاقة المميتة ؟؟؟
على الرغم من أني كنت أعاملها بكل قسوة وغلظة فما إن أضعها بين شفتي حتى أشعلها بالولاعة لتحترق وتحترق … وكل هذا لأجلي …إلى أن تنقضي فألقي بها وأدوسها تحت قدمي !!!!

وبعد كل هذا … هل تستحق هذه الخبيثة كل هذا الحب والإخلاص …
يصرخ جسدي مستغيثا … أرجوك أنقذني من هذه السموم .. لم أعد أحتمل .. هناك أشياء أخرى كثيرة ممتعه في هذه الدنيا خيرا من هذه السجائر …

ولكن النفس تصارع وتصارع رافضة حرمانها مما ترغب وتشتهي وتحتاج .. هل أضعف أمام هوى النفس أم أخادعها لعلها تسلى …

حسنا أيتها النفس اصبري يوما واحدا فقط …
ينقضي اليوم ويشعر الجسد بالراحة والسعادة والانشراح …
تأتي النفس قائلة : ها قد انقضى اليوم … أسعفني بسيجارة !!!
أقول لها : ليس بعد .. يوم آخر … تصرخ وتزمجر وتتمرد ثم تخضع أخيرا أمام عزيمتي وإصراري ووعودي لها بأنه يوم آخر فقط …..وهكذا .

وتنقضي الأيام ….. أسبوع … شهر … سنه …..
وهاأنذا الآن أفخر بنجاحي وأتمتع بما تبقى لي من صحة وعافية وسعادة ……….. لقد أنهيت هذه العلاقة المحرمة …. الحمد لله .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى