أ. د. عائض الزهراني

(القمة بين الضوء والعتمة)

تعقد القمة العربية في المملكة الأردنية ووطننا العربي يتجرع الألم ويلعق الجراح و يعيش ظروفاً صعبة طبعت صورته امام العالم إرهاباً وتفجيراً وخراباً وتدميراً ودماً ودموعاً والماً وقيحاً وتخلفا وهوانا ويأس وإحباط وتهجيراً وتقتيلاً وتفككت عرى العلاقات الإنسانية بيننا وتمزقت من التناقض والتنازع والفرقة والخلاف

منذ عقود ومنطقتنا باتت تضاريسها مسرحاً مفتوحاً لسباق العديد من المشاريع الإستعمارية الطامعة في استنزاف ثرواتنا واحكام السيطره عليها,

وفجرت التدخلات في المنطقة حالة من الفوضى والإضظراب , وفي خضم تلك الحالة وقعت المنطقة تحت تهديد تلك المشاريع , كل يسعى للتمكين لنفوذه وفرض سيطرته وتحقيق أجندته على حساب استقلال واستقرار المنطقة

فأشتدت من حولنا حمى التنافس بين مشروعات سياسية واقتصادية وماصالح لامكان فيها لمصالحنا العربية , وإنما مجافاة واضحة تارة , وخفية تارة آخرى لقتل الآمال والتطلعات .. لدينا مشاكل كبرى وملفات ساخنة سياسية واقتصادية وتنموية تطرح في قمة الأردن وعلى رأسها تقرحات الجرح الفلسطيني والنزاع العربي الإسرائيلي , واللهيب العراقي الدامي ومأساته , ولبنان و إنشقاقاته وإنقساماته وأحزابه , والسودان المنهوش وحدة أراضيه وشعبه وكثافة مشاكله , والصومال الذي غدا هياكل عظم بلا لحم ودم وعمق مجاعاته , وسوريا المحطمة بغول التهجير والتدمير وما من قطر آخر إلا والهموم في قلبه وعلى تخومه والهجمة العنيفة التي يتعرض لها الكيان العربي وهويته ووصمه بالتطرف والإرهاب , بالإضافة إلى المشروع النووي الإيراني وحلمها بتشكيل امبراطورية ديكتاتورية استعمارية عظمى بالمنطقة لتفرض هيمنتها وتصدر ثورتها المذهبية المسيسة وإحداث تغيير بنيوي على مختلف الصعد وطمس الهوية العربية وقيمها والسيطرة والإحكام على مقدرات المنطقة العربية .

نناشد ملوك ورؤساء الامة العربية بإتخاذ قرارات تسترد فيها كرامة وعز العرب وأن لا مستقبل للعرب بدون الوحده , ولايستطيعون احراز التقدم الجوهري في مختلف المجالات إلا إذا اتحدوا , وارتقت مقومات النجاح , وقويت شوكتهم امام الأمم الطامعة والمحتلة وأصروا أن لا يتركوا اي قطر عربي وحيد في معالجة أزماته المصيرية وتنفيذ مشاريع ضخمة تستهدف الوطن المريض من أقصاه الى أقصاه وماكان لهذا الوطن ان يكون الرجل المريض مهيض الجناح فيما أزعم لولا هذه القطرية وتجلياتها السلبية وصراعاتها السلوكية فنتمنى أن تكون قمة الأردن حقيقية فعلاً لا قولاً ولا شكلاً والإتفاق على اتخاذ قرارات على كل المستويات لتجاوز المأزق العربي وتقفز على الحالة المزرية والإرتكاز على قواعد شعبية عروبية متصلة في الأرض متجذرة في عمق الحلم الجماهيري لإستشراف مستقبل فالمستقبل العربي يصنع من خلال التحديات الكبرى.

وإن الامة العربية زاخره بكل الإمكانات الكفيلة بصياغة ونجاح تقدمها , ومن المطلوب من الأنظمة العربية أن تتصالح مع شعوبها وقطع حالة القطيعة وتصبح بالفعل قمة إستثنائية لمحاولتها الخروج بالأمة من نفق العتمة الى فضاءات الضوء وتحقيق مشروعها العربي المأمول

أختم بالقول بيقين ان لا محيص ولا منجاة بعد كل هذا التمزق والتشتت والبوار والدمار الا بالاعتصام من جديد بقرار الأمة لمستقبل القرار العربي المستقل لنعيد رسم ملامح الفترة المقبلة برؤية شامله مستقبلية وحشد الطاقات والجهود ومكامن الإبداع ومقومات بناء نهضه علمية عربية شاملة ويتطلب ذلك الحضور واليقظه من الشعوب العربية وانظمتها حفاظا على حاضر المنطقة وحضارتها وتاريخها وثرواتها ومستقبل اجيالها وأن تنتهي توصيات القمة بتفعيلها وتنفيذها بوعي رشيد وراي سديد وإنجاز سريع

“”.. ومضه ..””

القنابل النووية .. آياد توحدت

أ.د عائض محمد الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى