المسرح بوصفه فعلا اجتماعيا (مجموعة المسرح ثقافة على الواتس ٱب نموذجا )
في مناسبة يوم المسرح العالمي المتجددة كل عام فرصة مواتية للحديث عن المسرح هذا الكائن الذي يطوقنا بكل ماهو جميل،
هنا سأدلف للحديث عن المسرح بوصفه فعلا اجتماعيا حيث للمسرح وظائف متعددة من بينها دوره الاجتماعي
علميا، اهتمت أنثروبولوجيا المسرح بقضية الوظيفة أو الوظائف التي يمكن أن يؤديها المسرح بوصفه فعلا اجتماعيا فقد رأى باربا:
( أن المسرح يملك الإمكانية لتغيير من يعملون فيه عندما يتحول المسرح لدى المهتمين به إلى أسلوب حياة بدلا من مجرد مهنة يحترمونها أو هواية يفضلونها)،
ولكون الواتس ٱب واحدا من أكثر التطبيقات استخداما، هذا التطبيق غير اليوم من نسق الحياة المسرحية وألقى بظلاله على الظاهرة المسرحية، وأدى دورا محوريا في التجربة المسرحية من خلال قروبات الواتس أب المسرحية والتي من بينها مجموعة ( المسرح ثقافة )؛ حيث ما نشاهده عبره كنافذة تواصل يذهب لنا باتجاه ما أسماه “باربا’ (الجماعة المسرحية) أو ماعرف لدى غروتو فسكي ب( قرية خارج الحدود الثقافية ) تكون منبعا للمسرح،
ويمكننا إسقاط ماتفعله (مجموعة المسرح ثقافة) على الواتس ٱب على مفهوم الدور الاجتماعي للمسرح؛ حيث عملت المجموعة على الاحتفال بيوم المسرح العالمي بطريقة مبتكرة حولت القروب إلى ورشة متحركة.
فكلما عنت فكرة مسرحية للمسرحيين الأعضاء، هرعوا بها نحو أجهزتهم الجوالة؛ ليحركوا أزرارها يكتبون نصوصا أو يناقشون موضوعات مسرحية أو يسلطون الضوء على تجربة ما وفق الجدول المعد سلفا،
وعمل سامي الزهراني ورفاقه المشرفين والأعضاء الذين تجاوز عددهم المئة عضو خلال مناسبة الاحتفاء بيوم المسرح العالمي والذين شكلوا معا ( الجماعة المسرحية – التي أشار اليها “باربا ” ) من خلال تنشيط الفعالية والمشاركات المتميزة، وتبادل التهاني، ونثر الرسائل المعبرة عن الاحتفاء بالسيد النبيل،
وهو ماحدا بالدكتور عجاج سليم عميد المعهد العالي للمسرح بسوريا سابقا إلى القول بأن الاحتفالية على الواتس تجاوزت كل الاحتفاليات،
وعملت هذه المجموعة المتميزة على تفعيل دور هذا الوسيط وأسهمت في مد جسور التواصل المسرحي بين المسرحيين العرب؛ فشكلت هذه المجموعة ملتقى مسرحي متميز يناقش من خلاله موضوع مسرحي كل أسبوع،
يشارك فيه العديد من المسرحيين، وتحولت لما يشبه( البيت الافتراضي) لهم، وأصبحت المجموعة منبعا لكل ماهو مسرحي،
وقد عمل الصديق سامي الذي كان سباقا نحو إنشائها من خلال هذه النافذة على تعريف المسرحيين العرب؛ فشكل نقطة التقاء جميلة قادرة على تحقيق المزيد من التقارب المسرحي، وبسبب هذا النشاط وتلك المجموعة تمكنا من التعرف على العديد من المسرحيين العرب الذين أضافت لنا معرفتهم مزيدا من الضوء المسرحي الذي نحتاجه ونتحلق حوله بحب. وأزعم أنه بفضل تلك الجهود تحقق قدرا ملموسا من الوظيفة الاجتماعية للمسرح.
رؤية ناصر بن محمد العمري – السعودية