مفهوم التعظيم في اللغة : قال ابن فارس في مقاييس اللغة: (العين والظاء والميم أصل واحد صحيح، يدل على كبر وقوة، فالعظم: مصدر الشيء العظيم، تقول: عَظُمَ يَعْظِمُ عَظما، وعظمته أنا، فإذا عظم في عينيك قلت: أعظمته واستعظمته) ا.هـ . والمقصود بالتعظيم في الاصطلاح هو التقدير والإجلال الذي ينبعث من القلب لأمرٍ ما حِسيًّا أو معنويًّا، وقد يقترن بالمحبة له والهيبة منه. لذلك التعظيم يعني إجلالَ المُعَظَّم وتقديرَه وإظهار تميّزه عن غيره؛ لِذا كانت قريش في الجاهلية يُحرمون أن يسكنوا مكة، ويعظمون أن يبنوا بها بيتًا، وكانوا يكونون بها نهارًا، فإذا جاء الليل خرجوا إلى الحِلْ، ولا يستحلون الجناية بمكة، فأذن لهم قُصي أن يبنوا في الحرم.
ما سبق كان تعريف مُبسط عن مفهوم التعظيم في اللغة والاصطلاح كمدخل لماهية ذلك المشروع المُسمى بـ “مشروع تعظيم البلد الحرام” والذي انطلق قبل اثني عشر عامًا مضت، وتحديدًا في عام 15/08/1426هـ، وبتشريف من أمير مكة الأسبق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز- رحمه الله – ويُعتبر تعظيم البلد الحرام حقُّا على كل مسلم، فهو سبب في حفظ الأمة المسلمة بعمومها، وأهل هذا البلد الحرام بوجهٍ خاص، فإن ضيعوا حُرمتها وتعظيمها، ضاعوا وهلكوا.
وخِتامًا .. من هنا بَرز المشروع كعمل مؤسسي مُنظم يتبع (جمعية مراكز الأحياء) فرع مكة المكرمة، ويهدف لتعميق قِيم ومفاهيم تعظيم البلد الحرام في نفوس المسلمين داخل مكة المكرمة من خلال تفعيل بعض البرامج والأنشطة التفاعلية التي تتوخى الإبداع في الفِكرة، والاحتراف في التنفيذ مع شمولية هذه البرامج لجميع شرائح المجتمع، ومن أشهر هذه البرامج: (الوِفادة المكية – شباب مكة – مجلة مكة – مجلة مكي – جوال مكة) ومستقبلًا برامج أخرى ( مجلة هاجر – الحي المُعظّم – المدارس المعظمة – الأسرة المكية ) ويسعى مشروع تعظيم البلد الحرام إلى تقوية مشاعر تعظيم البلد الحرام لدى أفراد المجتمع المكي، لتفعيل دور المجتمع المكي في إشاعة التواصل والتراحم والإحسان فيما بينهم حتى ينعم الجميع بالأمن والأمان فيه، ويتطلع مشروع تعظيم البلد الحرام إلى تأصيل معنى التعظيم في قلوب المسلمين المقيمين في مكة والوافدين إليها، لتبقى بلدًا آمنًا، ومجتمعها مِثالًا يُحتذى به في الحِفاظ على الأرواح والأموال والأعراض، وحسن التعامل مع الآخرين، والعناية ببيئتهم وتطهيرها وإعمارها، ونسأل الله أن يجزي القائمين على هذا المشروع العظيم ـ من الألف إلى الياء ـ خير الجزاء، كي يكونَ مثالاً يُحتذى ، ونِبراسًا يُقتدى. ماجد الحربي
0