محمد ربيع الغامدي

ألبني آدم!

همسات الخميس

مكنّتُ يمناي من كمّ أبي، بينما يسراي داخل السيّالة اليسرى تحكم قبضتها على هللة في قاع السيّالة، غير بعيد منا كان هناك متفرج له ضب يوشك أن يقضم شفته السفلى، ألقى هللة غاصت في ماء العقْم وجميعنا أحداق تترقب مشهدا مهيبا في مهرجان عفوي، قفز ثلاثة من الصبية ثم غاصوا، غابوا عن أعيننا واستوت الفقاعات على الماء، فلما سكن الماء عادوا صعودا لكن الهللة في يد واحد منهم فقط، ألقى الرجل هللة أخرى فتبعها من الصبية أثنان بينما غادر الثالث الماء، غادرت عيناي الصغيرتان ذلك المشهد المهيب وبقيتا تتابعان الصبي الذي غادر، كان قريبا من سني ولذلك أشفقت عليه فأقسمت أن أعطيه الهللة التي في جيبي، غافلت أبي الذي كان مشدودا إلى صفحة الماء وتبعت الصبي، توقفت أمامه عندما توقف وناولته الهللة، انقض على يدي مثل نسر جارح وخطف الهللة من بين أصابعي ثم أوقعني أرضا وهرب.

(قصة قصيرة من مجموعة خان الخياطين الصادرة مؤخرا في الباحة)
محمد بن ربيع الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى