المقالات

جنرال الحرب على الإرهاب

الجوانب التي يتناولها الحديث عن ولي العهد الأمير محمد بن نايف كثيرة متعددة، يجول بينها الكاتب في عالم واسع من المشاهدات والأخبار ومن الذكريات التاريخية والشعائر الدينية، ولكننا نعتقد أن الكلام عن ولي العهد لا يتم ولا يصور للناس صورته الحقيقية مالم نتناول “الجانب الإنساني” الحي الذي يتراءى من النظرة الأولي لمن يرصد مواقفه الإنسانية، ويرى على ملامحه الواضحة أمارات الرضى والغبطة. إنه محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود 25 صفر 1379 هـ / 30 أغسطس 1959م. وليُّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، وصفته شبكة إم إس إن بي سي (MSNBC) الأمريكية بجنرال الحرب على الإرهاب.
حلت علينا ذكري تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي يوافق: 10/ 7/1436هـ الموافق 29/4/ 2015م وقد سجل صدور الأمر الملكي باختياره وليًّا للعهد، وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وزيرًا للداخلية، ورئيسًا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية في السعودية، حضورًا لافتًا في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، فضلًا، عن مساهمته في عودة التائبين إلى رشدهم، إذ ساهم الأمير منذ سنوات بالوقوف إلى جانب والده المغفور له “بإذن الله” الأمير نايف بن عبد العزيز في القضاء على منابع وخلايا الإرهاب التي كانت المملكة هدفًا لها، وكان الأمير بسبب موقفه الحازم تجاه الجماعات الإرهابية أن يدفع حياته ثمنًا لها، إذ تعرض في 6 رمضان 1430 هـ الموافق 27 أغسطس 2009 م لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب زعم أنه يرغب بتسليم نفسه، كان مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود في مكتبه الكائن في قصره بجدة قام الشخص المطلوب بتفجير نفسه بواسطة هاتف جوال وتناثر جسده إلى أشلاء، وأصيب الأمير بجروح طفيفة. وقد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم في رسالة بثتها منتديات إرهابية على الإنترنت ووصف الأميربـ” قاهر الإرهاب” والمطارد الشرس لأعوان ” القاعدة” والناصح الأمين للتائبين عن الفكر الضال، ونال الأمير بسبب ذلك إشادة عالمية، وقبل ذلك نال تقديرًا محليًّا وعربيًّا وإقليميًّا.
ويعد الأمير محمد بن نايف أول أمير بشغل منصب ولاية العهد من أحفاد الملك عبد العزيز، ذلك أن من تولى ولاية العهد في المملكة العربية السعودية هم من أبناء المؤسس.
وليس صاحب السمو الأمير محمد بن نايف ولي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان آل سعود بمجهول المقام في المملكة بصفة خاصة والوطن العربي بصفه عامة ومصلحهما، ولا هو في حاجة إلى المدح والإطراء، وهو شبل ذاك الأسد الهصور، وهل غريب أن يأتي ابن “ناصر السنة” و”أسد الدين” و”رجل الأمن” من مرقده. بما يترك الألسنة تلهج بذكره والأفواه تتعطر بثنائه على جليل أعماله في الإصلاح الذي ينشده لبلاده وأهلها كل حر غيور.. ليس هذا بغريب.
فلقد اتخذ أخلاق والدة الأمير”نايف “رحمه الله ” مثله الأعلى في سره وعلانيته.
وقد تجلى الشعور الإنساني الفياض في مواقف عديدة لسموه أنها الإنسانية بحق.. قد لا نجدها في عالم مليء بالصخب والتعذيب والتنكيل فهو:
أول من أسس لجان المناصحة بالمملكة والخليج العربي. وقد حظيت فكرته بانتشار واسع عالمي حاز على استحسان العالم الغربي. وتتركز جهود مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية إلى أولئك المقبوض عليهم في قضايا إرهابية وأصحاب الفكر المتطرف، حيث يتم إخضاعهم لدورات تعليمية تتضمن برامج شرعية ودعوية ونفسية واجتماعية وقانونية بهدف تخليصهم من الأفكار المتطرفة التي يحملونها، وبعد ذلك تقوم الجهات المعنية بالإفراج عن المتخرجين من الدورات ممن لم يتورطوا في قضايا التفجيرات بشكل مباشر، وغالبًا ما يكون الخاضعون للدورات ممن يحملون الأفكار الإرهابية أو قدموا نوعًا من المساعدات البسيطة للإرهابيين، أوأولئك الذين حكم عليهم وانتهت مدة محكوميتهم.
كما أنه يشرف ويتابع أعمال العديد من اللجان والحملات الإغاثية بهدف التخفيف عن المنكوبين والمتضررين في العديد من دول العالم وتلبية احتياجاتهم الضرورية.
ويتابع شؤون السجناء وأسرهم، وكذلك أسر المتورطين في أعمال إرهابية والذين يتواصلون معه مباشرة مستنكرين ما أقدم عليه أبناؤهم من تصرفات خاطئة بحق وطنهم وأسرهم. إضافة إلى ما ينشر في وسائل الإعلام عن ذوي الظروف الخاصة ويبادر إلى إنهاء مشكلاتهم وتحقيق مطالبهم.
كما يحرص -حفظه الله- على متابعة أحوال أفراد رجال الأمن الذين يؤدون مهماتهم في ظروف مناخية صعبة وتذليل ما يواجهونه من صعوبات وظروف، ويوجه بعلاج ومساعدة من تعرض منهم للمرض أو الإصابة أثناء أداء الواجب الأمني.
ويعنى بالمراجعين لوزارة الداخلية من المواطنين والمقيمين ويتفهم أوضاعهم، ويتابع إنهاء شكواهم في إطار النظام ويحرص على إحاطتهم بما يتم حيال قضاياهم دون تكليفهم مراجعة الوزارة؛ وذلك من خلال وسائل الاتصال الحديثة.
وركز بأهمية خاصة جدًا على شباب الوطن ودرء مخاطر الانحراف والإرهاب والمخدرات عنهم ومساعدة أسرهم على مواجهة جنوح أبنائهم، وفي الوقت نفسه يدعم المبادرات الإنسانية و الأعمال الخيرية المخلصة، ويهتم بشهداء الواجب والمصابين في مواجهة الأعمال الإرهابية والأحداث الأمنية وأسرهم وتقديم الرعاية والعناية لهم وتحمل ما عليهم من التزامات مالية وتوفير السكن المناسب لهم ولأسرهم، وتسهيل مواصلة أبنائهم لتعليمهم وتوظيفهم ليتولوا مستقبلًا إعالة أسرهم.
ومن جانب آخر وهام، طور سموه (الإدارة العامة للمباحث العامة) والمفاهيم عنها، وامتدت إنسانيته إلى المساجين السياسيين والحق الخاص والعام، في حسن التعامل معهم وإقامة مناسبات الزواج لهم في السجون، وتعليمهم جامعيًّا من خلال التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد ويمنحون شهادات جامعية متميزة، ويدعم المتزوجين بالمهور وبإقامة الحفلات ويحضرها جمع من أقارب الزوجين.
وليس الإرهاب فقط الذي يبرهن عن الرؤية النافذة لسموه وإنما يولي اهتمامًا كبيرًا بالأمن الخارجي والتماسك الداخلي لترابط الصف مع جميع الأفراد، لنجده يجمع بين الملفات الحيوية جميعها في رؤيته الأمنية التي تُشكل النقطة الحرجة في استقرار المملكة، وبالتالي فإنه يُبصر على الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من الملفات التي تشكل دائرة متكاملة الإرجاء لمد سُبل التعاون والتنسيق مع جميع الجهات، إن النجاحات التي حققها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في الملف الأمني الداخلي والخارجي للبلاد، ساهم بشكل قوي في امتداد قوته نحو البلاد العربية وغيرها من الدول الشقيقة في الاستعانة بالتكامل في المستويات الأمنية بما يدعم التنسيق الكامل بينها، وهذا ما نلحظه في تفعيله لآليات التعاون الدولي في محاربة ومكافحة الإرهاب والأفكار التخريبية، لتنبه قوة الجوار من قوة السياسة التي يتبعها في تحقيق الأمن والاستقرار والذي يمتد لدول الجوار أيضًا بالمحافظةعلى سلامة حدودهم مع المملكة والذي يولي اهتمامًا وثيقًا برعاية حقوق الجار وتوفير منظومة أمنية متكاملة وبأقصى استجابة دائمًا لأي تحركات مفاجئة. يشهد الجانب المقرب من إنسانية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز إطلالة مُبشرة من جميع النواحي، إذ إن التقرب من جميع أبناء الوطن باختلاف وظائفهم من مواطنين ورجال أمن باختلاف الفئات العمرية، في مشاهد تُنذر ببراعة هذا القائد في الجمع بين الكثير من الصفات الإنسانية والشخصية التي تستخدم القوة في موضعها وعلى الوجه الآخر تستخدم الود والطيبة في موضعها الذي يولي به اهتمامًا لجميع أبناء الوطن، واستكمالًا لبعض من صفات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف اهتماماته الفكرية والثقافية يعد من المتابعين لمختلف فنون العلم والمعرفة على وجه العموم وماله الصلة بشؤون الأمن بصفة خاصة. ويتابع كافة وسائل الإعلام وما يصدر عنها من مضامين قد تؤثر على النواحي الأمنية بشكل أو بآخر ويعنى بالطرح الموضوعي والنقد الهادف البنا. حريصًا على دقة المعلومات وتجردها من الميول والأهواء الشخصية ليعتد بها في اتخاذ القرار الصائب.لا يميل إلى الظهور الإعلامي الذي يفتقر إلى الفعل الناجز، ويرى أن الأعمال ينبغي أن تسبق الأقوال وأنها هي خير من يتحدث عن فاعلها. ويسعى إلى توظيف كل منجز علمي وتقني سبيل تطوير الأداء الأمني وتوفير الاستقرار الاجتماعي.
وهكذا ارتفعت كفة الأمير نايف في موازين العالم بأسره، وترتفع شخصيته إلى مصاف نوابغ الفكر ودهاقنة الساسة، وصنُاع التاريخ في أنحاء المعمورة.

د.عزة ينت عبد الرحيم شاهين

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button