نبيه العطرجي

أحُبّكْ

مــودة الـفــؤاد

مَا أرْوع هذه الكَلمة، تَبث فِي النَفس الطمأنِينة والرَاحة، تُرسل للثَغر مُوجَات الابتسَامة الجمِيلة، تُولد دَاخل المتَلقي لهَا شِعور محَبة الغِير لَه.
كَلمة سَهلة المنْطق لهَا مَفعول إيجَابي عِند المتَلقي لَا تَستطيع إيجَاده لَديه مهمَا حَاولت بأيّ طُرق أخْرى.
نَحن اعتَدنا أنْ نَسمع هَذه الكَلمة فِي حَالات العِشق، نَسمعها فِي أغَاني الغَرام، نَقرأ عنهَا فِي قِصص الحُب، لَا تَسمعها المسَامع إلّا فِي مَواقع الهِيام والعِشق والغرام وكُل السُبل التِي تَسوق إليهَا.
مَا المَانع أنْ نَقولهَا نَحن البَشر أجمَع لبِعضنا البَعض بعِيدًا عَن تِلك المحطَات الغَرامية التِي أوقَفت هَذه الكِلمة لهَا ليَختزنها العَقل لهَا فقَط.
لماذَا نُخفي هَذه الكَلمة فِي تَعاملنا اليَومي مَع بَعضنا سَواء فِي العَمل أو السُوق أو البَيت؟
لماذَا لَا يقُولها الأزْواج لبَعضهم لتُرفرف عَليهم سَكينة المحبة والوئام؟ لماذَا لَا يَقولها الوَالدان لأبنَائهم لتَقوى بَينهم العِلاقة ؟ لماذَا لَا تقُولها لزَميلك فِي العَمل الذِي تَقضي مَعه أكثَر وقتَك؟ لماذَا لَا يُقولها المعَلم لطلبَته ليَزرع فِي دَاخلهم بِذرة جَميلة هِي المحَبة فِي الله ؟ لماذَا لَا نتَعامل بِها فِي مجتَمعنا العَام لتغِيب الآلام عَننا ؟ لماذَا لَا نَجعل المحَبة تُبحر فِي حيَاتنا، ونغُوص فِيها لنَحيا سُعداء، تُظلنا رحمَة الله بِها كمَ جَاء فِي الحدِيث النَبوي الشَريف.
فالمحَبة ليسَت محصُورة فَقط عَلى العشَاق، المحَبة أمْر مشَاع فِي حيَاتنا الدُنيا بَين هَذا وذَاك، وبَين كُل اثْنين تآلفَت قُلوبهما حُبا فِي الله تعَالى نظِير الارتيَاح النَفسي نتِيجة المصدَاقية فِي الكَلام، أوْ حُسن التعَامل، أوْ لِسمة تَميز المحبُوب بهَا عَن غَيره فِي نَظر مُحبه، أوْ لإحسَاس وشِعور دَاخلي رَاق لَا يَعلم بِه إلّا الله.
أحبَك، نَعم أحُبك، والله أحبكْ فِي الله … مَا العَيب فِي أنْ تُصرح بهَا لمنْ أحببتَه فِي الله كمَا أمَرنا المصْطفى صَلى الله عَليه وسَلم فِي نَهج سُنته، فَقد رَوى المقْدام بنْ معدِي كَرب قَال : قَال رَسول اللَّه صَلى الله عَليه وَسلم : ( إذَا أحَب أحَدكم أخَاه فَليعلمه إيَّاه ) .
فَنشر المحَبة فِي الله بيننَا فِي مُجتمعنا الإسْلامي لهَا مِن الخصَال الجمِيلة الكثِير الذِي لَا يُمكن حَصرة إذَا أردْنا ذَلك.
فَلنحب بعضنَا فِي الله، ونُخبر بَعضنا بِذلك ليَسود الأمْن والأمَان بينَنا، ونُبحر فِي بِحور المحَبة الإلهِية، محَبة تُظلنا فِي ظِله يَوم لَا ظِل إلّا ظِله.
أحُبكم فِي الله .
نبيه بن مراد العطرجي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button