عبدالرحمن الأحمدي

نادي الوحدة الأدبي..!!

 

يبدو أنَّ الأجواء الإيجابية الناجحة حينما تحل في مكان ما لاتختص بجانب معين وإنما تشمل جميع جوانب المنظومة.وهذا عائد بلا شك إلى رأس الهرم الإداري.ونادي مكة الأدبي العتيق أثيرت حوله بعض التساؤلات من أحد الكتاب المكيين مؤخرًا.وعمومًا ليست لدي الخلفية الكبيرة حوله.ولكن مالفت نظري تَحدث أحد المكيين القدامى حول الحراك الأدبي الجميل ليس في نادي مكة الأدبي حينها وإنما في نادي الوحدة الرياضي الثقافي الاجتماعي ولا أظن لهذا المسمى النصيب الأكبر..أعود لحديث هذا المكي الأصيل وتحديدا خلال فترة رئاسة عبدالله عريف-يرحمه الله- فقد كان النجاح في جميع المجالات وماوجدوه في تلك الفترة الماضية من الاستمتاع المثير بالمحاضرات الأدبية القائمة في هذا النادي العتيق.

في تلك الأيام كان المكان المخصص بالنادي لمناقشة المحاضرات يعج بالأسماء الكبيرة أمثال الأفاضل الأدباء صالح جمال، و محمد حسين زيدان، وعبدالله نور ،والشيخ علي الطنطاوي ، والدكتور محمد الصواف -عراقي الجنسية-الأستاذ بحامعة أم القرى وغيرهم من الأدباء والمثقفين..بل حتى الحاضرين-آنذاك-يتميزون بالمتابعة الجيدة والإدراك العميق. فمن المواقف وضمن المداخلات من بعض الحضور وكان اسمه دخيل الهذلي من حي جرول والتي وجدت القبول من الأديب الأريب محمد حسين زيدان وكانت حول كلمتي”إذخر وذاخر ” وكأنه أخطأ في تفسيرها وكان رد ذلك المتابع بأن ذاخر وهو الحي المعروف حاليا هو اسم لوادي في مكة المكرمة بالقرب من شارع الحج حاليا أما أذخر فهو أشبه “باللحفة ” كانوايغطون بها السقوف حماية من تساقط الأمطار فأثنى الزيدان عليه بقوله ” ياولدي لم أتحدث من عندي بل من المؤرخ الأزرقي مؤلف كتاب تأريخ مكة..وأنت من الآن معلمي..!!”يالتواضع الكبار.

ومما يذكر من المواقف الطريفة للشيخ علي الطنطاوي صاحب الطرفة الحاضرة.. مرور المباشر أمامه بالماء والشاي مرارا وتكرارا دون إعطاء الشيخ شيئا من ذلك فما كان منه -يرحمه الله- إلا أن قال “يابني نشف ريقي وأنت ما أعطيتني ماء..فأنا أولى من الحضور”
ولو يعلم الشيخ بالأوضاع الثقافية الحالية في النادي، وكان متواجدا بيننا لقال:تنازلت عن الماء والشاي في سبيل استمرارية مثل هذه الأمسيات الجميلة..والتي هي غذاء للعقل.. كما هي كرة القدم غذاء للجسم.إن نادي الوحدة هو بوابة مناسبة ومتنوعة رياضيا وثقافيا واجتماعيا لمدينة مقدسة وقبلة المسلمين.. وواجهة لكل المناسبات المكية فهو المكان الوحيد الذي تلتقي فيه مختلف الفئات العمرية..ولكن نقول لمن..فيكفي محاضرة البيئة الشهيرة بمجهود فردي مبارك من أستاذ جامعي قد كشفت المستور..وأنت أيها المكي الأصيل لا تبوح بذكريات قديمة؛حتى لا توجع قلوبنا من أصحاب الكراسي في النادي.. وخاصة في ظل الهبوط الذي اقترب كثيرا والله أعلم.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

Related Articles

One Comment

  1. نادي مكة الأدبي كانت منبرا ونافذة حقيقية لمكة المشرفة وللأسف أهلها تركوها كناديهم الرياضي وصحيفتهم الوحيدة.. وغادرت الناس الطيبة.. ولم يتبقى سوى إطلالااااات !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button